الثورة – رنا بدري سلوم:
لماذا اتهمتُ بجنون العظمة حين عرّفتُ عن نفسي أني روائي، وأنا في عمر صغير؟ ومن يصدق أني كتبتها ولم أنسخها من رواية بعيدة عن قارئ عربي!، أسئلة يسألها كل كاتب شغفه الظهور وإثبات ذاته وهو لا يدرك تماماً نوع الكتابة إن كانت قصة أم رواية؟ هي مرحلة الاندفاع والموهبة التي لا بد من صقلها، بالولوج إلى شغفها والتدرب على إتقان أدواتها وهو ما يجب البحث عنه والعمل من أجله، وهو ما دفع الروائية ” أحلام أبو عساف ” إلى إقامة الورشة التدريبية ” نكتب لنفرح ” والتي انتهت يوم أمس في مركز إبداع في جرمانا وتعمل على إعادتها في عدد من المراكز الثقافية، فقد أكدت المدربة الدولية ” أحلام أبو عساف” في تصريح “للثورة أن الورشة التدريبية لن تخلق في يوم وليلة روائياً، بل هي سكّة نرسمها للكاتب ليعي تماماً أساسيات فن الرواية ويعي ذاته في عالم الكتابة أياً كان نوعها، يخطط لروايته أو قصته، فقبل البدء بمحتوى الكتابة هناك نسق روائي لابد من الالتزام به بشكل عام وذلك تطبيقاً لقراءاته المختلفة، فلا كتابة ما لم نشحذ همم القراءة المستدامة، لنضع الفكرة والهدف من كتابتنا، من ثم نضع عنصري الزمان والمكان المرتبطة بالأحداث، بعد أن نحدد شخصيات الرواية، لننطلق في المقدمة والحبكة وننهيها بخاتمة شائقة”، تفاصيل متخصصة عرضتها على مدى ثلاثة أيام عن عالم الرواية وتقنياتها، وقد ختمت الروائية أحلام أبو عساف بالقول ” إن هذه الورشة لن تصنع من الحاضرين كتّاباً، إنما قدّمنا لهم معرفة جديدة ومفاتيح لابد من امتلاكها، بدءاً من سحر القراءة والمطالعة الصحيحة، مروراً باختبار الصبر على الكتابة والمحاولات العديدة، وصولاً إلى منتج روائي سليم البنى يرضي الكاتب والقارئ في آن، فما لامسناه في نهاية الورشة من خلال الحاضرين هو تغيير تصوراتهم حول فنون الكتابة والاطلاع على أدوات الرواية الناجحة والأهم من ذلك اكتشاف الموهبة التي تدفعهم للتسجيل في هذه الورشة وتصنيف ذاتهم والمرحلة التي هم فيها وتنمية قدراتهم الإبداعية والثقافية والروائية بشغف وفرح.