الثورة – تحقيق -جهاد اصطيف :
ارتفاع غير مسبوق تشهده أسعار هذا العام في أسواق حلب ، تزامناً مع ارتفاع أسعار أغلب السلع الغذائية والأساسية، وسط انخفاض حركة البيع جراء انعدام القوة الشرائية لمعظم المواطنين.
*نغمة اعتدنا عليها ..
بالطبع هذه النغمة إن صح التعبير أعتدنا عليها ، بدون مناسبة ، فما بالكم إن اقترب العيد فارتفاع الأسعار خلال هذه الفترة ستزيد بطبيعة الحال، ويعزو كل من تصادفه أو تقصده لشراء حاجة أو سلعة ما أن سبب ذلك يعود إلى الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الأولية من جهة، وإحجام الناس عن شراء المواد من جهة أخرى ، لنجد في المقابل عائلات كثيرة في حلب تفتقد طقوس العيد ، كصنع الحلويات في المنازل على سبيل المثال .
*الاستغناء عن الحلويات..
تقول ” هنادي ” ، وهي تقدم دروسا خصوصية ، رغم أن راتبي جيد لكني فقدت وعائلتي القدرة على شراء الحلويات هذا العام، لذلك قررت صنعها في المنزل، وهي عادة سنوية لنا، إذ نعمل بعض الحلويات في المنزل ، لكنها وبعد جولة لها في أسواق عدة في حلب، تردف قائلة : فشلت في المهمة لأن الأسعار كاوية جدا ، فالسكر سعره أكثر من ” ٤ ” آلاف ليرة والسمنة حوالي ” ١٧ ” ألف وكذلك الزيت، ما عدا أسعار المواد الأخرى التي تضاف إلى الحلويات، وبحسبة بسيطة وجدت أنه من الأفضل الاستغناء عن الحلويات والاكتفاء بشراء ما تيسر من الحلويات الشعبية الجاهزة وتقديمها للضيوف خلال فترة العيد .
*البسطات سيدة الموقف..
ويوضح ” أبو حسين ” أنه رغم غلاء ٠أسعار الحلويات بشكل جنوني، فهناك بسطات وأماكن أخرى في حارات حلب وشوارعها تبيع حلويات ولوازم عيد أرخص ، ولكنها مكشوفة ، وهذا الخيار يبدو أنه أصبح المتاح للكثير من الناس للشراء منه، بحسب قوله.
*الإقبال ضعيف..
ويعزو أصحاب محال حلويات ارتفاع الأسعار إلى غلاء الطحين والسمن والزيت والغاز والسكر والمكسرات ، ويقول صاحب أحد المحال إن الحلويات المصنوعة بالسمن الحيواني، يكون سعرها مرتفعا بشكل كبير نظراً لغلاء مادة السمن الحيواني، والمصنوعة بالسمن النباتي تكون أرخص بكثير ، ومع ذلك يقول إن الشراء والإقبال عليها قليل ، نظرا لضعف القدرة الشرائية لدى الكثير من المواطنين، ويردف : لذلك يلجأ الزبون حاليا إلى شراء أنواع أخرى من الحلويات تكون رخيصة وتناسب دخلهم.
*” ٥٨٨ ” ضبطا..
من جهته بين المهندس “أحمد سنكري” طرابيشي مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب أنه يتم تكثيف الدوريات في هذه الفترة للتركيز على الأسواق، وإعطاء التعليمات للعناصر لمراقبة الفواتير والأسعار وبيانات التكلفة سواء من المنتج أو المستهلك وهذا الأمر ينطبق على الألبسة والأحذية وحتى الأغذية، وعادة يتم التعامل مع أي مخالفة يتم اثباتها بعد عرضها على اللجنة المشكلة بهذا الخصوص، مشيرا إلى أنه تم على سبيل المثال خلال الشهر الماضي تنظيم ” ٥٨٨ ” ضبطا بمختلف أنواع المخالفات ، حيث تم التركيز على مراقبة مأكولات العيد، وسحب عينات مخبرية، وغيرها من الإجراءات التي تسبق عادة فترة الأعياد ، منوها بنزول أسعار الخضار بشكل عام تزامنا مع موسمها وتوريدها من أرياف حلب .
تصوير خالد صابوني