الثورة – ميساء الجردي – غصون سليمان:
يواصل المشاركون في مؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغترب جلساتهم العلمية لليوم الثاني ضمن ثلاثة محاور رئيسية بالتركيز على محور التكنولوجيا الحيوية والنانوية، وتكنولوجيا البيئة وتحدياتها. وقد ناقش المحاضرون ضمن ثلاث جلسات علمية أكثر من 16 بحثاً علمياً جديداً منها ما يتعلق بالخصائص الضوئية لجسيمات الفضة النانونية المفردة في التركيبات المصنعة عن طريق معالجة أفلام الفضة ببلازما الأكسجين، ومنها تصميم سقالة ليفية نانونية ثلاثية الأبعاد جديدة بوجود سبيكة نانوية للتمايز العظمي للخلايا الجذعية المشتقة من الدهون البشرية للدكتور غفار كاره. وهناك بحث خاص حول ترانسيستور الأثر الحقلي ثنائي القطبية والذي يعتمد على مركب نانوي مؤلف من أكسيد الزنك وانتراسين كطبقة نشطة لحركية متوازنة في الثقوب والإلكترونات للباحث صالح يونس من إيران. وكذلك موضوع الزراعة تحت ظروف بيئية متحكم بها للدكتور هايل ريحان المشارك من بريطانيا مبيناً الناظم الزراعي الجديد والواعد المعتمد على تكنولوجيا مثالية لاستخدام النبات في مجال الصيدلة وصناعة الأدوية.
يبين الباحث الدكتور ابراهيم الغريبي كلية العلوم جامعة دمشق أهمية المحاور البحثية التي تصب جميعها نحو اقتصاد المعرفة، إذ إن جميع البحوث التي يقوم بها مخبر النانو هي عبارة عن بحوث تطبيقية يمكن لها أن تخرج بمنتجات بديل مستورد أو منتجات جديدة. لأن الهدف الأساس هو القيام ببحوث تطبيقية وهذا ما تشجع عليه الهيئة العليا للبحث العلمي بحيث تكون المخرجات هي منتجات تطرح بالسوق.
لافتاً إلى أن المخبر يقيم علاقات تشاركية مع العديد من الكليات والهئات البحثية في سورية مثل هيئة البحوث الزراعية وهيئة التقانة الحيوية والمعهد العالي للعلوم التطبيقية.
* تبادل الخبرات
ومن جابنه تحدث الدكتور نسيم الناصر العلي من مركز الدراسات والبحوث العلمية حول أهمية محور النانو التنكولوجية باعتباره يضع أسساً للنهوض بهذه التقنية في سورية من ناحية تذليل العقوبات والمشاكل وتوحيد جهود العاملين في هذا المجال في سورية والمغترب. وكذلك الاستفادة من الخبرات في الجامعات السورية ومراكز الأبحاث وخاصة أن تقنية النانو أصبحت تدخل في غالبية القطاعات مثل الزراعة والصناعات الدوائية والمياه.
الدكتور كمال كايد من قسم الفيزياء كلية العلوم بجامعة دمشق بين في ورقته البحثية أهمية تحضير أغشية رقيقة بأكسيد الفضة الحاوية على جسيمات الفضة النانوية والتي يمكن تطبيقها في تصنيع الذواكر البلاسمية الحديثة التي تم العمل عليها خلال السنوات العشرة الأخيرة.
ولفت كايد إلى أهمية هذا البحث لخدمة لتصنيع الأجهزة وتخزين المعلومات، إذ إن البنى التي يتم تصنيعها قادرة على مقاومة أنواع مختلفة من البكتريا لأن العنصر الأساسي الذي يكون فعالاً في مكافحة البكتريا هو جسيمات الفضة الفردية.
من إيران تحدث الدكتور والباحث السوري غيفار كارة تخصص كيمياء لاعضوية حول تصنيع سقالة حيوية مدعمة بسبيكة ثلاثية الفلز ومكونة من البلاتين والفضة والذهب لدراسة التمايز العظمي على سطح السقالة. مبيناً أن الهدف من البحث هو معالجة الكسور العظمية باستخدام سبيكة معظنية ضمن توجه الجديد لاستخدام تقنية النانو.
* الموت الخلوي المبرمج
الباحثة الدكتورة آية الطوير قسم البيولوجية الجزئية والتقانة الحيوية “هيئة الطاقة الذرية ” تحدثت بشكل تفصيلي عن التمثيل المورثي والتعبير اللبروتيني عن الشكل ثنائي القسيم من بروتين الانكسينv البشري المؤشب. معتبرة أن ظاهرة عملية منطقة الخلوي المبرمج عملية هامة تقوم بها جميع متناقضات الحياة من أجل تجديد خلايا الجسم، وتنظيم عملية جهاز المناعة ومحاربة الأمراض، حيث تتم هذه العملية وفق مراحل محددة وهي منظمة تبدأ بتكاتف البروماتين ومن ثم ظهور ما يشبه الفقاعات على الغشاء الخلوي للخلية ما يؤدي إلى تشكيل الأجسام المتناقضة واختلاف البناء
وأضافت الباحثة الطوير أن محرضات مرض السرطان غالباً ما تؤدي إلى دخول الخلايا السرطانية في عملية الموت الخلوي المبرمج، وفي المقابل أن حدوث أي خلل في عملية الموت المبرمج قد يظهر بسببه أمراض كالسرطان ونقص المناعة الذاتية والتروية الدموية، لذا يعد فهم مراحل الموت الخلوي المبرمج والكشف عنه بالغ الأهمية من أجل تقديم الاستجابة الدوائية والتنبؤ بمدى تقدم المرض أو تراجعه.
*المصفوفات النسيجية الدقيقة
وفيما يتعلق بتقنية المصفوفات النسيجية الدقيقة لتطبيق التلوينات المناعية في سرطان الثدي أشارت الباحثة الدكتورة في كلية الصيدلة جامعة تشرين بأهمية هذا البحث الذي يعتبر الأول في سورية من ناحية إدخال المصفوفات النسيجية الدقيقة بهدف توطين هذه التقنية في مخابر التشريح المرضي في بلدنا باعتبارها تسمح بدراسة عدد كبير من الخزعات في آن واحد واستخدام مخبر نسيجي واحد، وبالتالي توفير الكواشف وتوحيد شروط العمل وسرعة الإجراء والإنتاجية، حيث تعتبر الخزعات النسيجية المحفوظة بالشمع والأنسجة الطبيعية أيضا موارد ثمينة لتحضير قوالب المصفوفات الدقيقة التي يمكن استخدامها في العديد من الأبحاث.
تجدر الإشارة إلى مؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغترب 2022 يستمر على مدى ثلاثة أيام نظمته الهيئة العليا للبحث العلمي بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين، والجامعة الافتراضية السورية، والمدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تحت عنوان “نحو اقتصاد المعرفة.. دور الباحثين السوريين في الوطن والمغترب” للتركيز على أبحاث جديدة داعمة للتكنولوجيا الحيوية والبيئة والأنظمة الذكية والنانوية والوصول إلى حلول داعمة للمرحلة القادمة.