الثورة – هنادة الحصري:
لعل في تنامي ظاهرة الطلاق مايثير القلق لما لها من خطورة على الواقع المجتمعي..
إن كثرة الخلافات بين الأزواج والتي تنبع من أن كل طرف يتوقع من الآخر اشباعه عاطفيا وتلبية احتياجاته وهذه الاحتياجات تعود إلى احتياجات غير مشبعة ولا يستطيع الإنسان التعبير عنها ولهذا فهي تجعله في صراع داخلي مستمر ويظهر هذا الصراع إلى السطح على شكل خصومات مع الآخرين على أشياء تافهة .
ولو اقتصر الفراغ العاطفي وتأثيره على الزوجين فقط لهان الأمر ولكن هذا الإحساس ينتقل الى الأطفال فتنشأ عندهم عقد نفسية تظل قابعة في داخلهم فتظهر على شكل أطوار من الخجل والخوف والانطواء والإحساس برغبة الانعزال عن المجتمع وتدني قيمة الإنسان لنفسه
في علم النفس الحديث تعرف هذه الحالة بالفراغ العاطفي تنقلب فيما بعد إلى الإدمان بكل أشكاله
من إدمان للطعام والشراء والجنس مع أن الإنسان روح تسمو وعقل يدرك وقلب يحب وجسد يتحرك فالروح غذاؤها الايمان والعقل غذاؤه العلم والقلب غذاؤه الحب والجسم غذاؤه الطعام فإذا اختل أحد هذه الأركان يلجأ الإنسان للتعويض عن النقص الحاصل .
فيدمن أشياء كثيرة ولعل من أكثرها الهروب الى الأغاني العاطفية لإشباع الاحتياجات العاطفية المكبوتة
إن هذه الظاهرة وطريقة حلها لا تكون إلا بالاعتراف بوجودها فإذا القيناها جانبا ارتدت إلى غياهب اللاوعي وهذا ما نراه بكثره لدى الفتيات المراهقات اللواتي يقعن بالأخطاء لبحثهم عن الإشباع العاطفي ..
وقفة للأزواج والزوجات بضرورة المصارحة والانتباه لنفسيات أبنائهم خوفا من الإنزلاقات وراء عقد نفسية لا حل لها..