الثورة :
الحياة التي نعيشها فيها من الهموم والمتاعب ما يكفي، ومنذ أن كتبُ الله الحياة للإنسان وهبه طاقات وإمكانيات ماديةً أو فكريةً خلاقة ومنحه الذكاء بِقدر فكل إنسان يتمتعٌ بذكاءٍ كبير أو محدود.
وهنا تبدأ ماهية الإنسان ومدى نظرته للحياة فإما أن يراها تحتاج إلى إبداعٍ وعملٍ دؤوب وإما أن يراها عادية روتينية لا تحتاج منه إلى الجهد الكبير والعمل.
على مبدأ بعض العوام (يقتنع بالحال ويكتفي بحياته بالقليل والنذر اليسر فتكون حياتُه عادية فيها الكفاف والامتناع قائلاً ( القناعة كنزٌ لا يفنى) وهذا النوع من الناس لا يساهمون أبداً في عملية التطور والإبداع والنمآء والعطآء لا لهم ولا لبلدهم ولا حتى لأُسرهم.
ونستطيعُ أن نرى حياتهم ليس فيها إشراق أو إضآءة بل هي قاتمة ومظلمة وخافتة الضوء والنور وبالتالي فمستقبلهم غير مجد ومقنع وبالتالي فالنتيجة تقول الفقر المدقع مصيرهمُ وقلة ذاتِ اليد مآلهم.
وبمقابل هذا الأمر نجد أشخاصاً همتهم عالية لا تعرف في وجودها إلا النشاط والتعلم والمتابعة حتى لدقائق الأمور ولا يهدرون ثانية واحدة من حياتهم ونشعر أن بدايتهم محرقة متعبة يواصلون الليل بالنهار لتحقيق مآربهم وهناك أمثلة ماثلة للعيان الخطيب والمهندس والصناعي والتاجر والعامل والمخترع والأمثلة لا تحصى نرى هؤلاء كثيراً أسماءهم في سجل الناجحين المجدي، المجد من كل أطرافه فلا يعرفون للكسل مكاناً في نفوسهم، يشار إليهم بالأصابع ويعيشون حياة رغيدة إن كانت مادية أو معنوية ويصلون لأعلى المراتب وبمثل هؤلاء تبنى المجتمعات الرائدة المتطورة في الحياة.
وخلاصة القول لا تجعل قدوتك إلا الذين أنجزوا وبكل المجالات وينطبق عليهم القول المأثور: “من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة، ويقول الشاعر: فينال الوصل من سهر الليالي..على الأقدام وستحلى القيام، وهذا حال طلابنا اليوم فمن سهر الليالي وكد وتعب وقرأ نجح وفرح كانت نهايته مشرقة، متمنين لمن لم يحالفه الحظ بالنجاح أن يقتدي بمن أفلح وأنجز.
جمال الشيخ بكري
السابق