“الشبو”..تدمير نفسي ينتهي بالانتحار

الثورة- حسين صقر:
أثار سقوط شاب منتحراً جنوب دوار المشنقة في محافظة السويداء تساؤلات كثيرة عن الحالة التي دفعته لإنهاء حياته، والذي تبين فيما بعد أنه قد تعاطى مادة ” الشبو” المخدرة، وذلك وفقا للأعراض التي كانت عليه قبل السقوط، حيث أكد عدد من المواطنين الذين شاهدوه أنه بحالة يرثى لها، وكان يعاني قبل إقدامه على الانتحار من صعوبة في الحركة، وكان يسير وهو يهلوس ويتكلم عبارات غير مفهومة، حتى فوجئ هؤلاء بخبر سقوطه بعد فترة وجيزة من مشاهداتهم تلك.
و هؤلاء لاحظوا أن الشاب العشريني بوضع سيىء، وحاولوا مساعدته، لكن دون جدوى.
أحاديث كثيرة ووشوشات تناولت القصة، والمرجح أن الشاب المنتحر كان قد تعاطى المادة المخدرة السامة تلك لفترة قد لاتكون طويلة، لأن جرعة كبيرة واحدة قادرة على قتله أو إيصاله إلى تلك الحالة.
الحالة المذكورة، ليست الوحيدة، بل تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي عدداً من الفيديوهات التي تروي وتؤكد أن شباناً كثيرين تعرضوا لنفس الموقف وانتهت حياتهم بالانتحار، وهؤلاء ليس في بلادنا وحسب، بل من جنسيات مختلفة حسب اللهجات المنطوقة في تلك الفيديوهات.
الفيديوهات المتناقلة والمتبادلة بين مستخدمي وسائل التواصل توضح أن مادة ” الشبو’ القاتلة والمخدرة ربما توضع للشخص في الأركيلة أو المشروب أو في لفافة التبغ بعد طحنها ليتم الإدمان عليها أو ربما يتناولها المتعاطي بإرادته، وفي ذات الوقت تحذر جيل الشباب ولاسيما المراهقين من تعاطي المادة، والانتباه من تناول المشروبات والسجائر والطعام من مصادر مجهولة وغير موثوقة.
ونوه متحدثون في الفيديوهات أن بعض الشباب يذهبون إلى المقاهي والمتنزهات، وذلك بقصد الترويح عن النفس والخروج من ضغوطات الحياة، وكما يقال في العامية” ياغافل الك الله” هناك بعض ممن باعوا ضمائرهم، حيث يلجؤون لوضع هذا السم في مادة المعسل أو المشاريب ليعتادوا الرجوع، ثم يقع المحظور، ولهذا يجب على الشاب أو الفتاة اختيار الرفقة أو الصحبة الصالحة والمكان الآمن البعيد عن الشبهات حتى يجنبوا أنفسهم شر الوقوع في تلك المأساة.
وللتعرف على مادة ‘” الشبو” أو الشبوة يقول الدكتور معتز نور الهدى الاختصاصي في أمراض الدم والشرايبن والأوعية: إن هذه المادة عبارة عن بللورات خشنة تشبه قطع الزجاج المسحون، أو مطحونة على شكل بودرة وتشبه السكر الفضي، وتسمى الكريستال المخدر و تنتشر حالياً في أماكن مختلفة بالوطن العربي، وهي مادة قاتلة، موضحاً أن جرعة كبيرة منها كافية لقتل الشخص، أو كميات قليلة تقتله بشكل بطيء، ولاسيما إذا دخلت عن طريق الجهاز التنفسي، وأشار أن المتعاطين يشعرون بهلوسات خطيرة جداً، تؤدي بهم إلى ارتكاب الجريمة أو القفز من مكان شاهق ومرتفع.
وقال نور الهدى إن تلك المادة هي مخدر اصطناعي، و أطلق عليه أيضا الكريستال ميث، ولكن الاسم الشائع له هو “الشبو” المصنوع من “الميثا أمفيتامين” التي تعتبر من المنشطات شديدة الإدمان، و هو مخدر اصطناعي، ويطلق عليه أيضا الكريستال ميث، وجرعة واحدة من الشبو تكفي لجعل متعاطيها غارقا في حالة من الهلوسة السمعية وأيضاً البصرية شديدة المستوى و منفصلاً تماماً عن الواقع، و أحياناً مفعول الجرعة الواحدة قد يمتد مع المتعاطي لمدة شهر كامل، ونوه كما قرأ عنها بأنها مادة سهلة التحضير، و ليست بالطريقة الصعبة أو المعقدة كما أن سعره في الأسواق متدن ولهذا يدمن عليها الكثيرون.
وعن أضرار “الشبو’ قال: لا نبالغ إن قلنا إنها من أشد وأخطر المخدرات على المجتمع والأكثر فتكاً وتدميراً والأسرع إنهاء لحياة المتعاطي على الإطلاق، حيث تحول تلك المادة الشخص من إنسان إلى كائن عدواني لنفسه وللآخرين، فضلاً عن أن تلك الأضرار والمخاطر تظهر في وقت قصير جداً من تعاطيها قد لا تتعدى جرعة واحدة وتتمثل أضرار الشبو في: يتحول الشخص بعد تعاطيها إلى السلوك العدواني المدمر ويصل إلى حد السلوك الإجرامي، وهو ما يدفعه وبلا مبالغة أن يتحول إلى قاتل، وان لم يجد من يصب عليه جام غضبه وعدوانه قد يؤذي نفسه بطرق غريبة، كما تجعل المتعاطي لها في حالة أرق دائم والنوم عدوه ، وقد تجعل مدمنها لا ينام حتى لأيام كاملة.
وأضاف: يصاب الشخص بالهزال الجسدي لأنها تقضي على الشهية، وتجعله في كثير من الأحيان لا يتناول الطعام لأيام، كما تؤدي إلى زيادة ضربات القلب والرجفة القلبية والموت المفاجئ، وتؤدي أيضاً إلى زيادة كبيرة في ضغط الدم قد تصل إلى حالة ارتفاع الضغط بشكل يخرج عن السيطرة، كما تؤثر وجدانياً ونفسياً على الشخص وتجعله متقلب المزاج ومندفع السلوك بل قد لا تستطيع التنبؤ بما قد يصدر عنه.

وتؤدي أيضاً إلى حالات تسمم جسدية شديدة الخطورة، وتساقط الأسنان، حدوث الشلل والرعاش ويظهر على المتعاطي علامات الشيخوخة المبكرة.
كما يشعر بعدم اتزان نفسي وكآبة شديدة، وهو ما يدفعه إلى تناول جرعة أخرى ليستعيد توازنه النفسي حسب ظنه.
وأوضح كما يؤثر “الشبو” على الذاكرة ويضعف المناعة بشكل كبير تجعل جسد المدمن فريسة سهلة لكافة أنواع الأمراض المهاجمة لجسده، منوهاً أنه من الخطورة أن الشخص المدمن للشبو قد يصبح غير قابل للعلاج بسبب تلف الأوعية الدموية في جسده وانسدادها تماماً.
وختم نور الهدى: إن الشبو أسرع أنواع المخدرات إدماناً، ومن ثم فإن هذا المخدر يمثل خطورة كبيرة على الإنسان لا يمكن تداركها لذا لا يجب أن ننتظر حتى يقع الفرد فريسة له، ثم نتحدث عن ماهية العلاج، بل يجب علاج المدمن في أسرع وقت، كما يجب أن نوقف الخطر من مصدره من خلال تضافر جهود شرائح المجتمع لدفع هذا الخطر عنا بكل الطرق والسبل، وقيام حملات توعية لتعريف أفراد المجتمع بخطورتها، لأن هذه المادة خبيثة وسريعة الانتشار.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع.. الاستثمار بوابة الإعمار واستقرار سوريا خيار ثابت المولدة تحرم أهالي "الصفلية " من المياه.. ووعود ! مسؤول العلاقات العامةلحملة "الوفاء لإدلب" يوضح لـ" الثورة" موعد الانطلاقة وأهدافها الرئيس الشرع : سوريا لا تقبل القسمة ولن نتنازل عن ذرة تراب واحدة الرئيس الشرع  يطرح رؤيةً لعهد جديد: سوريا في مرحلة مفصلية عنوانها بناء الدولة بأغلبية ساحقة.. الجمعية العامة تتبنى إعلاناً حول حل الدولتين توافق دولي في مجلس الأمن على دعم التعاون السوري – الدولي لإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني… منصة لدعم المنتج المحلي وتخفيف الأعباء المعيشية خطوات صغيرة وأثر كبير.. أطفال المزة  ينشرون ثقافة النظافة محافظ حماة يفتتح "المضافة العربية" لتعزيز التواصل مع شيوخ القبائل   " التعاون الخليجي" يجدد إدانته للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية  البرلمان الأوروبي يدين  منع "إسرائيل " المساعدات عن غزة ويدعو لفتح المعابر  تفاقم أزمة المواصلات في ريف القرداحة  منحة نفطية سعودية لسوريا… خطوة لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الثنائية