الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
شاعر وناقد رفض التمييز بين شعراء الوطن العربي من حيث المذهب أو الطائفة أو الدين، متجاوزاً الرؤية الشوفينية والعنصرية، فشده النص النوعي للكتابة عنه، فلم يشغله الوقت الذي يحتاجه لإنجاز الكتاب، كان هاجسه تقديم عمل فني متقن، معتمداً التفاؤل الكتابي بعيداً عن السلبيات، وفنية النص الشعري الحديث إنه الناقد الشاعر علاء حمد من خلال كتابه الثالث “عربة الشعر” الذي خصصه للكتابة عن الشعراء العرب، ففي كتابه هزة المجنون بين النص والنصية في الشعر العربي الحديث، وجد نفسه بين نصوص لا ترحم العاقل، بل تستضيفه إلى جنون أكثر، سنحاول تسليط الضوء على بعض ما ورد في كتابه:
يشير إلى يقظة المحسوس في التصوير الشعري في نصوص الشاعر السوري “هاني نديم “، وإلى توجه الشاعر باتجاهات عديدة، منها نظرية الاستعارة التي يعتمد على توظيفها، فيعتني بالتشبيه والمشبهات، من خلال المشهد الحسي نلاحظ أن “نديم” اعتمد على الملموسات الحسية، التي جعلها صوراً متماسكة لغوياً، ليقدم للمتلقي رؤيته المتحولة إلى رؤى داخلية..
تعبرين كلّ أحلامي + مرّة على هيئة طير + أو جناح + أو هديل
مرّة على هيئة حديقة + أو قصيدة + أو طريق ترابي طويل..
هناك مشاركة تواصلية بين الملموس والنوع، حيث تكون المنبهات قد سيطرت على الجملة لكي تدفعها إلى حالة التشبيه، لذلك نلاحظ أن الشاعر اعتنى بالتنبيه أكثر من أفعال الكلام وحركتها في الجملة، فالمشاركة التي نقلها الشاعر، الملموس الطبيعي للمحسوس، والملموس الذاتي، فالذات لها الأثر والفعالية في توجيه المحسوس الخارجي، حيث إنّه يجلب الأشياء القريبة التي تلامسها العين عن قرب، وهذا لا يعني لنا التخلي عن الأشياء البعيدة، ولكن قوة تأثيرها يكون ضعيفاً على العين أو الملمس..
وتطرق للتماسك النصي في التصوير الشعري في نصوص الشاعر العراقي أمير الحلاج ، فيقول “حمد” يقودنا الشاعر إلى رحلاته القصائدية من خلال نصوصه العامرة، التي ستساعدنا على إيجاد حالات التماسك النصي واللغوي، والإبحار ما بين الصور الشعرية والتصورات والتأمل، وكذلك انعطافات اللغة الأخرى وتحولاتها من لغة عادية إلى نواعيه: التماسك اللغوي وكذلك النصّي، ضمن تداخل العناصر في النص الشعري وظهور المعاني المتعددة.
ويقودنا المنظور الشعري للحلاج مابين الرغبة الذاتية والرغبة اللغوية والرغبة التواصلية، منظور يدور على الكثير من التفسيرات والتفكيك الحضوري، وذلك من خلال نظريات الاتصال وآليات التماسك النصّي.
ويوصلنا إلى نوع من التميز الذي يغطي قصائدية الشاعر ما بين ثلاثة نصوص الحاضر والمؤجل والممكن..
ليصل “حمد” لنتيجة بأن لدى “الحلاج” إبداع عاطفي لغوي، ما بين جسد الذات وتداخلاته، وبين اللغة النوعية ومساحتها، بداية من رأس الهرم للنص الشعري وتماشياً مع جسد النّص الذي يحوي مخاتلات الشاعر الفنية..
وهذه أمثلة بسيطة عن ما تضمنه الكتاب من قراءة نقدية عميقة، يقوم “حمد” بتشريح قصائد بعض الشعراء وتفصيلها..