جسدت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى مدينة حلب، المعنى والمفهوم الأعمق للحب الحقيقي بين القائد وشعبه، حيث تتحد المشاعر ويصبح النبض واحداً لكلا الطرفين.
لطالما حازت حلب بأهلها الطيبين ورمزيتها ومكانتها المعنوية والتاريخية والحضارية والإنسانية، وهي المدينة التي تتلعثم أمامها المفردات، وتعجز عن وصفها الحروف والكلمات، لطالما حازت اهتمام ومحبة السيد الرئيس بشار الأسد، وهي المحبة التي ورثها عن القائد المؤسس حافظ الأسد رحمه الله، فكانت محبة من نوع آخر، محبة أورثت عشقاً روحياً لهذه المدينة التي جسدت تفاصيل التاريخ، وتفاصيل الحياة والإنسانية، وتفاصيل الانتماء الحقيقي لهذا الوطن والذود عنه، وتفاصيل البطولة والصمود والعطاء اللا متناهي والتضحية بلا حدود، مقابل أن يبقى هذا الوطن حراً وعزيزاً وكريماً وشامخاً.
إنها حكاية عشق متبادلة بين القائد وشعبه، حكاية عشق يجسدها السيد الرئيس بشار الأسد على أرض الواقع وبكل تواضع وبساطة، بعيداً عن التكلف، وبعيداً عن زخارف الدنيا والسلطة، كيف لا، وهو الرئيس الذي تربى في بيت القائد الخالد حافظ الأسد، البيت الذي كانت أركانه الأساسية، التواضع، والمحبة، والحكمة، والشجاعة.
في دلالات الزيارة السياسية الكثير من الرسائل والأبعاد الإستراتيجية، وخصوصاً في هذا التوقيت، حيث يواصل النظام التركي على الحدود الشمالية للعرين استعراض عضلاته المنفوخة بالوهم العثماني والدعم الإسرائيلي والوعد الأميركي.
لكن في دلالات الزيارة من الناحية الحسية والمعنوية والروحية، ما هو أعمق وأبعد من أن يستوعبه أعداء الوطن، أو يدركه أولئك الحاقدون والإرهابيون، فذلك الخيط الرفيع من العشق بين القائد وشعبه، والذي يسري كما وصفه السيد الرئيس بشار الأسد ، كمسرى الدم في الشرايين وخلايا الجسد، هو الرباط المتين والوثاق المكين الذي حمى الوطن وصانه طوال عشرية الحرب الماضية، وهو الذي سوف يصونه ويحميه ما بقي، وما بقي الوطن.
التالي