من نوافذه المشرعة للأمل والحياة شخصت عيون السوريين إلى قلعة التحدي في رئة الوطن الشمالية، ذاك المكان العابق بنبل السوريين وطبيعتهم الأصيلة.
هي حلب التي أهدت عنفوانها الإنساني والتراثي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي إلى فضاء الكون وأزهرت في كل بيت نبضة من نبضات التفاؤل لتعيد لطريق الحرير ألفته وصنعته الأولى وطقوسه التي تختصر الكثير من استراتيجيات المدن والبلدان.
فها هي مدينة الشهباء العصية على كل الأقزام الطامعين وهواة الأحلام المريضة والمتعثرة تنفض عن ردائها كل ماعلق به من شوائب الإجرام والإرهاب، بعدما هزمت اليأس وحولت سفر الأحزان بمقاساته النفسية المتعددة الى حقول من حصاد وثمار من عمل وسمفونية حياة.
هي الرسائل الواثقة كثقة سيد الوطن بحتمية النصر منذ الشرارة الأولى لفورة الموت والفوضى، وثقة الجندي العربي وعقيدته الوطنية التي وضعت حدا منذ الرصاصة والأولى ونقطة الدم التي عطرت وطهرت أديم الوطن من أقصاه إلى أقصاه.
فلطريق الحرير قصص لاتنتهي وخط عبور تتشابك فيه جغرافية القارات الأربع حيث تستريح على وسائد خانات وأسواق حلب التي لا تنام ولاتغيب عنها همسات النفوس المتعبة والسائحة. السيد الرئيس بشار الذي أثلج صدور السوريين كعادته وهو يعلن من حلب عاصمة الاقتصاد أن حالة الحب التي يكنها لأهل الشهباء أصبحت حالة عشق وجزء من الدم بينه وبين هذه المدينة، فقد أضاءت خلايا العمل البشرية كخلايا النحل جوائز العمل من ضمير وفعل وإخلاص على صعيد الطاقة والمياه والخدمات وغيرها فمن يملك الإرادة وعزة نفس أهل حلب لابد أن يتقدم الخير كله على الشر كله.
فها هي المدينة القديمة تستعيد ألقها وحيويتها ويعلن الشارع المستقيم ومداخله في مدرسة سيف الدولة حضوره المتميز في تطوير الاستراتيجات الموضوعة لكامل خريطة المدينة
حيث المشاريع والبنى الحديثة والانجازات المتعددة هي عنوان النجاح والقدرة على صنع المستحيل.
وما نجاح حلب إلا دليل قوة وانتصار الشعب والمجتمع والإرادة على الدمار والخراب كما وصفت السيدة أسماء الأسد في لقاءاتها المثمرة و ماتم إنجازه في حلب.
كل عام وكل عيد وسورية المطوقة بمحبة أبنائها جيشا وشعبا وقائدا بألف خير

التالي