الثورة – رنا بدري سلوم:
يركن سيارته في الجانب المظلم من ساحة العيد، بعيداً عن عيون المارة، التقيته مصادفة، يراقب بعينيه الأطفال، يلتقط ضحكاتهم، ويزرع عند من يفتقدها البسمة بتقديمه حلوى الشوكولاتة وحبات اللوز المطعّمة بالسكر في سلّة العيد الجميلة التي تُفرح ناظرها، فقد كان لطفليّ نصيب من هذا الفرح، لم يتردد السيد غالب زيد بدران ابن أشرفية صحنايا وابن الشهيد صاحب هذه المبادرة يوماً في جبر الخواطر أيام العيد، فكان على مدى سنوات طوال وخلال سنوات الحرب على سورية يقدم التبرعات ويوزيع الهدايا والألعاب والحلوى لأطفال البلدة والأطفال المهجّرين الذين عانوا من ويلات التهجير والظروف الاقتصادية الصعبة والتي جعلتهم لا يحصلون حتى على ملابس العيد ، فنصب أمام عينيه هدف إسعادهم ولاسيما في المناسبات، فكان منه هذا العيد أن نصب مظلّات وقاية من أشعة الشمس على أراجيح العيد، وتوزيع عبوات مياه الشرب وتقديم الهدايا والحلويات وضيافة كل من يلتقيه من الأهالي، بعيداً عن البهرجة الإعلامية أو أي كاميرا تصوّر مبادرة الفرح تلك التي استمرت أربعة أيام عيد الأضحى المبارك على مدار الساعة، يمكننا القول إن تلك المبادرات تعبّر عن قمّة الإنسانية والنبل وهو ما نحن اليوم أحوج إليه وإلى غرسه في نفوس الأطفال لخلق جيل محب لغيره ممتن للآخرين حتى لو كان ببسمة أو كلمة شكر، فتلك المبادرات يجب تعميمها ونشرها فهي وجه حضارتنا وجزء من معتقداتنا التي علمتنا الإيمان والتآخي ومحبّة بعضنا البعض.
السابق