الثورة – رنا بدري سلوم
قد مدّ الشعر جناحيه حتى خرج من زنزانة الصمت، فالشعر لا قيود له، هو “مساحة حلم ” لأرواحٍ تعيش عزلة الضياء ولم تستسلم للظلمة يوماً بل كتبت ابتهالات الفكر ووجدانيّات القلب وانتماءات الوجود، فبماذا فاضت قلوب نزلاء سجن دمشق المركزي في المسابقة الشعريّة ضمن فعالية “مبدعون” التي أقامتها وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الداخلية مؤخراً؟ وهل أخرج النزيل، الشاعر الذي يسكنه، ليبدع فيما قدمه من خواطر وإن كانت حبيسة القضبان، وما أهمية هذه المسابقات؟ توجهنا بالأسئلة إلى محكّم المسابقة عضو اتحاد الكتاب العرب الشاعر قحطان بيرقدار الذي صرح “للثورة ” عن هذه المسابقة بالقول ” ترتقي تلك المسابقات بفكر النزيل فتوعيه وتثقفه وتخرجه من الظلمات إلى نور المعرفة والثقافة، مبيناً أن النصوص التي شارك بها النزلاء تحمل المضامين الوطنية والوجدانية والعاطفية في الشعر العامي والفصيح، مؤكداً على جودة وتقارب مستويات النصوص الشعرية في المحتوى، لذا اختار أميزها، موضحاً أهمية هذه المسابقات في السجون واعتبارها حقٌ من حقوق النزلاء فالكتابة متنفس للفكر والعقل والروح،
بالإضافة إلى ضرورة التوعية المجتمعية في تعريف النزيل بأنه نزيل وليس سجين، وأن السجن مكان إصلاحي يقطنه فترة ثم يغادره، ومن هذا المنطلق بدأ المشروع الثقافي الذي يقام في السجون لتأهيل النزلاء بغاية سامية ليس بالعمل الفكري والإصلاحي وحسب بل الإبداعي والثقافي والفني أيضاً، فقد أقام المركز الثقافي في سجن دمشق المركزي بالتعاون بين وزارة الثقافة ووزارة الداخلية أنشطة ثقافية وفنية وتعليمية أسبوعية بإشراف مشرفة المركز القاصة “ثراء الرومي” وهو ما يثمر يوماً بعد يوم ويفتح للنزلاء آفاقا جديدة ومساحات أمل يعيشون من أجلها ويحاربون الوحدة والفراغ بها، متمنيا الشاعر قحطان بيرقدار أن تعمم المسابقة الشعرية في كافة المحافظات، للإرتقاء الثقافي والتوعوي الذي يتعطش له النزيل وهو ما تقوم عليه الجهات المعنية من خلال أنشطة إسبوعية في المركز الثقافي في سجن دمشق المركزي، خاتماً بيرقدار بالقول يبقى الشعر صوت الحياة وصوت الأمل ومساحة للحلم مهما قبع في صمت السجون.