تايواني وعربي.. “ناتوان” مستنسخان!

افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة:
وكأن “ناتو” حلف شمال الأطلسي فقد دوره، أو بريقه، أو قدرته على الردع، أو أن خلافات أعضائه همشته، أو ربما لأن واشنطن تريد إثبات أنها مازالت (وحيدة القرن) التي تنطح من تشاء، وبأي وقت تشاء، وبأدوات “ناتوية” جديدة تخترعها هنا وهناك، وربما لهذا وذاك نرى أميركا متحمسةً لاختراع “ناتوات” جديدة في كل أنحاء العالم.
فماكينتها الدعائية انغمست في الآونة الأخيرة، وبشكل عميق، بتفصيل “ناتوات” عديدة على غرار الأطلسي، فتحدث إعلامها عن “الناتو العربي” ثم وسّع من هدفه ليصبح اسمه “الناتو الشرق أوسطي” ليسهل على منشئيه ضم “إسرائيل” إليه، على غرار “الجامعة الشرق أوسطية” أو “البيت الإبراهيمي”، ثم تفتقت عبقرية “سي آي إيه” لاستنساخ “ناتو” في شرق آسيا لتطويق الصين أيضاً، وربما نسمع لاحقاً صوتاً يطالب بـ“ناتو إفريقي” وآخر أميركي لاتيني.
ربما يتفهم خصوم الولايات المتحدة وأعداؤها لهاثها اليوم لتحقيق أحلامها وتوسيع حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ومحاولة تطويق روسيا، لكن خبراء العالم العسكريين ومحلليه السياسيين تصيبهم الدهشة وهم يرون إدارة البيت الأبيض وهي تروج لإنشاء عدة “ناتوات” في طول المعمورة وعرضها كما ذكرنا آنفاً.
فمنذ أشهر طغى الحديث في وسائل الإعلام الغربية والشرقية عن “ناتو عربي” تريد أميركا تفصيله على مقاساتها، ثم توسع الحديث ليكون “ناتو شرق أوسطي”، بحيث تسمح تسميته بإدخال “إسرائيل” إلى صفوفه، بل قيادته، وهنا، وعلى وقع هذا الهدف، تم الترويج لاسم آخر له، وهو “الناتو الإسرائيلي”، وتزامن ذلك مع إطلاق حملة تحريض أميركية إسرائيلية حول الوجود الإيراني في سورية واختلاق تهديدات وهمية، تمهيداً لإطلاق فكرة إنشاء الحلف “الشرق الأوسطي” الجديد، الذي يشكل الكيان الإسرائيلي رأس قيادته.
وعلى الضفة الأخرى من العالم كانت القنبلة “الصوتية” الأميركية الجديدة تتمثل بدعوة واشنطن لإنشاء “الناتو الآسيوي” قبيل قمة بايدن ورئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء اليابان، لبناء ذاك الحلف لاحتواء الصين وكوريا الديمقراطية، وقبيل مناورات صاروخية تخطط سيئول وطوكيو وواشنطن لإجرائها بالقرب من هاواي، للرد على التهديد الصيني المزعوم لتايوان، بل كان الحوار الأمني الرباعي الياباني الأميركي الهندي الأسترالي نواة الحلف الآسيوي، وعنونت “لوموند ديبلوماتيك” بأنه أصبح حتمياً، ورآه آخرون وشيكاً بعد الصفقة الأمنية الأخيرة بين الصين وجزر سليمان، والحضور العسكري الأميركي الأوسع في جنوب آسيا والمحيط الهادئ، لتطويق الصين بعد روسيا.
إذاً نحن أمام “ناتوات” تحاكي حلف شمال الأطلسي، وتؤسس نفسها على خطاه، وشكله، وأهدافه، منها لمواجهة محور المقاومة، وتطويق إيران، ومنها لعزل روسيا، وأخرى لتحضير الحرب مع الصين، لكنها جميعاً تحاكي العجز الأميركي، والإفلاس الإسرائيلي، والتخبط الأوروبي.
ورغم أن عوامل نجاح مثل هذه الأحلاف تكاد تكون ضعيفة، وأنها تأتي من باب التلويح العسكري، أو التهديد والوعيد، أو الضغوط السياسية، أو حتى من باب الحروب النفسية، إلا أن الواجب يحتم على قوى العالم المناهضة لسياسات أميركا الهدامة أن تتعامل معها على أنها واقع، وخطير، وما يجري في أوكرانيا ومنطقتنا ومحيط الصين خير شاهد.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة