تطورات الحرب في أوكرانيا، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي، تثبت أن قرار إنهاء هذه الحرب هو فقط بيد الولايات المتحدة وأتباعها من الدول الأوروبية، إذ تصر حكومات هذه الدول على مواصلة تأجيج نيران الحرب، من دون الاكتراث بمصلحة الشعب الأوكراني بالدرجة الأولى، ومصلحة شعوبها بالدرجة الثانية، وهذا يتضح من خلال إرسال المزيد من السلاح والعتاد إلى النظام الأوكراني، إلى جانب تحريضه على عدم القبول بمبدأ التفاوض والحوار مع روسيا لحل الأزمة.
تصريح وزير خارجية أوكرانيا دميتري كوليبا بأن نظامه لن يفاوض روسيا قبل “إلحاق الهزيمة بها”، يعكس حقيقة أن نظام كييف لا يريد إنهاء الحرب وإحلال السلام، وهو بذلك يجسد رغبة الغرب بمواصلة القتال ضد روسيا حتى آخر جندي أوكراني، وهذه الرغبة أعلنها صراحة معظم قادة الدول الأعضاء في حلف “الناتو”، والولايات المتحدة تدفع بهذا الاتجاه لهدف واضح وصريح، يتمثل بمحاولة الحفاظ على هيمنتها الأحادية.
الموقف الأوكراني الجديد، يكذب مزاعم الغرب بأن روسيا لا تريد السلام، وتعمل على توسيع نطاق الحرب، علماً أنه سبق لها أن سحبت جيشها من مقاطعة كييف قبل نحو ثلاثة أشهر كبادرة حسن نية لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات مع كييف، ولكن الغرب رد على تلك المبادرة بتكثيف عمليات إرسال السلاح إلى أوكرانيا، بما في ذلك منظومات صاروخية يستخدمها الجيش الأوكراني بقصف الأحياء السكنية في دونباس.
الغرب ما زال يبدي رغبته في “انتصار أوكرانيا على روسيا”، وهذا ضرب من الوهم و الخيال، ونظام كييف ما زال واقعاً تحت تأثير تلك الرغبة، ومواصلة الدول الغربية إجبار أوكرانيا على عدم التفاوض، لا يترك أمام روسيا سوى خيار المواجهة، ومواصلة عمليتها العسكرية الخاصة لحماية دونباس، واجتثاث النازية الجديدة التي يرعاها الغرب في أوكرانيا، ومجريات الحرب ومسارها تؤكد أن الهزيمة المحتومة ستلحق بالغرب، وليس بروسيا، رغم كل الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي الذي يقدمه الغرب للنازيين الجدد في أوكرانيا.