الثورة _ حماة _ سرحان الموعي:
عندما تتكلم الإنسانية ينطق الحجر ويتعالى البناء وتتوالى الإنجازات صروحاً شامخة جذورها ضاربة بعمق هذه الأرض الطاهرة التي ارتوت بدماء الشهداء وعرق الكادحين، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، استنهضوا الهمم والطاقات لمواجهة تحديات ظروف الحرب الإرهابية على سورية والحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري، هم متطوعو لجنة العمل الشعبي في مدينة تل سلحب بمحافظة حماة.. الذين أثبتوا وجودهم كداعم ومساند لجهود الدولة وللمجتمع ليواصل دوره ومسؤولياته كشريك فاعل في عملية إعادة الإعمار والبناء.
رجال يعملون بصمت وتصميم بإشراف من الشيخ شعبان منصور المشرف على عمل لجنة العمل الشعبي، حيث أضحى هذا العمل كموروث اجتماعي تجسد بالأعمال الخيرية والنشاط المجتمعي على نطاق الحي والمدينة لتطرأ متغيرات على مفهومه فرضتها الحرب الإرهابية وتداعياتها.
انضوى العمل الشعبي التطوعي تحت جهود مشتركة ومساهمة من أصحاب الأيادي البيضاء لإعادة تأهيل وبناء عدد من الدوائر الخدمية والمدارس وكان أخرها بناء مقر منطقة سلحب، وقد سبقها تشييد مبنى التجنيد ومقر الجيش الشعبي وبناء دائرة النقل الفرعية ومدرسة حي الشهداء، إضافة إلى بناء صرح حضاري وطبي هو مستشفى الشهيد صالح عبد الهادي حيدر والذي يعقد عليه أهالي منطقة سلحب آمالاً كبيرة لتجهيزه ووضعه بالخدمة بسبب الحاجة الماسة له في المنطقة.
عضو لجنة العمل الشعبي عاصم كمالي لفت إلى أنه تم من خلال هذه المبادرات التي شارك فيها الآلاف من الشباب توجيه عدة رسائل، أهمها نشر ثقافة العمل الشعبي التطوعي بين شريحة الشباب الذين رفضوا منذ بداية الحرب الإرهابية على بلدهم أن يكونوا مهمشين، وأصروا على القيام بالكثير من المبادرات وإيصال رسالة بأن سورية تنفض غبار الحرب عنها بهمة شبابها وأبنائها ومتابعة ما بدأه الجيش العربي السوري الذي طهر المناطق من الإرهاب.
ونوه بتسارع الأعمال التي تقوم بها اللجنة وتنفيذ مبنى مديرية المنطقة الذي بدأ العمل به بتاريخ 24 /5 خلال مدة قياسية لم تتجاوز ال90 يوماً.
عضو اللجنة حسن علي يوسف أكد أن البناء مؤلف من 4 طوابق على مساحة طابقية 560 متراً مربعاً، أي بمساحة 2240م٢ والمؤلف من أربعة طوابق، ويضم إضافة لبناء المنطقة مكتباً لفرع المرور ومقراً للشؤون المدنية، لافتاً إلى أن مشروع البناء تم الانتهاء منه لتبدأ بعدها مراحل الاكتساء الداخلي والخارجي وذلك وفق أفضل المواصفات الفنية المطلوبة منوها بأن إنجاز تلك المباني تم من خلال التعاون والتنسيق مع الأمانة العامة للمحافظة ومديرية الخدمات الفنية وقيادة الشرطة وكافة الجهات المعنية وبإشراف كادر متخصص من المهندسين.