الثورة – رويدة عفوف:
حين يكون الرجل أبا تصطدم بإهابه وهيبته وتعترف وأنت بكامل الإرادة أن الأبوة مقدسة وهامة كالأمومة تماما.
فلماذا نذكر يد الأم الحانية وننسى نبرة القسوة الأبوية التي تحطنا في مسيرة حياتنا على الطريق الصحيح وتملؤنا بالحياة لتمتلئ مواسم عمرنا.
ولماذا ننسى سنوات الحكمة في آبائنا التي كنا نتبرم منها وندعي عدم اقتناعنا بها لنجد انفسنا نتمسك بكل تفاصيلها حين يغيب طيف الأب ولنعلن أن إرادته الجبارة وقسوته كانت عمق حياتنا والدرب إلى حلمنا المفتوح الذي يتخطى الحياة.
اتمنى أن يعود الزمن إلى الوراء كي أعتذر بخجل لأبي (رحمه الله) وأقول له: إننا قصرنا بالاحتفاء به وتكريم ابوته لنا وحنانه الذي غلفه بقسوة هشة كانت تفضحها عبراته التي تسيل رغما عنه في المواقف الحرجة.
فسلاما لكل أب ممتلئ بحلمه وقامته وخطواته وحتى قسوته تماما كما كان أبي.
سلاما لكل أب يفترس الحياة بعينيه وجهده وعرقه وأظافره ليقدم لأبنائه أملاً بالكاد يملكه، وأسباب الحياة رغم التعب الذي يوهن القامة وقوة الإرادة ويدفع به إلى معضلة الحياة التي تأخذ القوة ولا تبقي إلا التعب وخيولاً هرمة أو نسوراً تعجز عن التحليق والطيران.
فهل وصلك سلامي يا أبي وحط على نفسك الغافية طمأنينة الكلمات الموقعة كما تحط قطرة الندى أصابعها على الوردة في صباح خجول..