أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم موعد انطلاق وانتهاء الموسم الجديد، كما أعلن عن جدول المباريات ومواعيدها باليوم والساعة، وتخيل أننا نعلم منذ الآن متى سيلتقي الريال وبرشلونة ذهاباً وإياباً !!
وجدنا أنه من الضروري وضع علامات تعجب بعد الفقرة الماضية، فبالنسبة للصحفيين الرياضيين المتابعين لدورينا المحلي، لا بد أن يتعجبوا من حجم الدقة والانضباط اللذين لا يتحلى بهما الدوري الإسباني فحسب بل كل دوريات العالم المتقدم، فها هو الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم يعلن عن جدول الدوري كاملاً متضمناً فترات التوقف بكل دقة من أجل التحضير لمونديال قطر !! وهذه علامة تعجب أخرى! فعلى غرار إنكلترا، لدى غيرها من الدول لاعبون منتشرون في كل أصقاع الأرض، وهؤلاء لديهم ارتباطات مع منتخباتهم الوطنية، وكأس العالم على الأبواب، ولا أحد يدري ما الظروف التي ستحصل، ربما تكون جوية، وحتى هذه أخذوها بالحسبان ووضعوا دائرة بيانات دقيقة تم على أساسها تحديد الجداول بمنتهى الدقة، فكيف لا نتعجب!!
بالمقابل فإن المتابع لدورينا المحلي يحق له وضع علامات التعجب، فالموسم الكروي المؤجل (كأس الجمهورية) لم ينته حتى الآن !! ولاعبونا لا يدرون متى ستبدأ فترة توقفهم بعد فترات التوقف السلبية التي مروا بها، وقد قيل إن الموسم الجديد سيبدأ في أيلول، ولكن متى سينتهي وكم مرة سيتوقف، وكيف سيكون جدول المباريات بدقة، فهذه غيبيات لا يعلمها إلا علام الغيوب!! لا تكفي علامتا تعجب هنا ولكن هذا ما تسمح به قواعد الترقيم!!
ومع إعلان اتحادنا الكروي عن روزنامة نشاطاته، فإنها لن تكون رسمية ولامنضبطة كما هي عادتنا، وبالتالي لن تكون المواعيد ثابتة ولا معتمدة، لأنها وكالعادة أيضاً لم توضح جدول الدوري، ولو صدر هذا الجدول فإنه سيكون لدور واحد فقط، ودعك من التأجيلات المتوقعة، ولو نفوا حدوثها فإننا نجزم بوقوعها فقد صارت عادة أو لنسميها متلازمة التأجيلات!!
إذا بماذا نختلف عنهم، عن أولئك المنضبطين الدقيقين رغم حراجة أوضاع لاعبيهم وارتباطاتهم؟ لن نقول هنا إننا نختلف عنهم بعدم القدرة على امتلاك الدقة والتنظيم، فهما ليستا معجزتين، إننا نختلف عنهم بطبيعة علامات التعجب التي توضع بعد وصف دورينا ودوريهم.