ربما من البدهي القول إنه من غير الجميل والجيد أن توجه انتقاداً لمكان تنتمي إليه، ولكن الواقع والحقيقية والمصداقية مع الذات تفرض عليك أن تفعل ذلك من باب أنك تتوق أن يكون المكان الذي تكتب عنه أفضل مكان.
وإذا كنا نستخدم مصطلح مكان لأنه فعلاً تحول إلى مجرد بناء لا تدب فيه شرايين الحياة إلا نادراً ..
بين اتحاد الصحفيين واتحاد الكتاب العرب تقفز المقارنة مباشرة إذا ما كنت تنتمي إلى الاثنين.
اتحاد الصحفيين والذي لا يحسد مكتبه التنفيذي على ما ورثه من ركام إهمال من المكاتب السابقة ..لا يحسد على حال ليس المسؤول عنها كلها، ولكنه شريك ولو بجزء بسيط …حال تردي الواقع الإعلامي من حيث العمل النقابي .
لا نتهم أحداً ولكن من باب المقارنة اتحاد الكتاب العرب أكثر فعالية وقدرة على الفعل والتواصل اجتماعياً وثقافياً وفعلاً تنويرياً وخدمياً لأعضائه .؟
كلا الاتحادين خسر منشآت ومقرات أحدهما رمم وانطلق واستثمر، والآخر مازال يبحث وينتظر مع أنه الأكثر قدرة على التأثير بحكم أنه ممثل الإعلام..
يخسر الاتحاد ناديه ويعد أنه سوف ..
ولكن الكلام يبقى كلاماً ..لم يسأله أحد ما لماذا حدث ذلك ..
كم نتوق لأن يعقد اتحادنا مؤتمراً فاعلاً حقيقياً يكون مخصصاً تحت عنوان واحد: النهوض من كبوة مستمرة منذ عدة عقود وليس من فيه الآن مسؤولا عنها إلا بحالة الصمت الذي ربما يزيدها ..
اتحاد يضم أكثر من ١٩٠٠ صحفي، معقول لا يتفرغ في مكتبه إلا اثنان أو ثلاثة ..؟
نبحث عن برنامجه التنويري التثقيفي ، نبحث لم شمل الطاقات المبددة التي تتقاعد و لا تأبه لها الحكومة بل تعاملها كأنها جرار زراعي تم تنسيقه..
نبحث عن موقع الكتروني قال إنه سوف يطلقه ويدعو الزملاء للكتابة فيه …نبحث ونبحث ..
المقارنة ليست في صالح اتحادنا، ولكن علينا أن نكون عوناً له عندما يمد يد التفاعل والتواصل …نحتاج قفزة جريئة في المواقف والعمل، ومن في الاتحاد الآن قادرون على ذلك، لابد من عمل يمزق ستار الإهمال فهل ننتظر ؟