تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن تركيا ستقدم “كل الدعم السياسي لسورية” للتخلص من الإرهابيين في الجزيرة السورية ليست سوى محاولة لذر الرماد في العيون لاحتلال المزيد من الأرض السورية ناهيك عن محاولة تخريب أجواء التعاون بين المكون الكردي والدولة السورية لمواجهة التهديدات التركية بشنّ عدوان ضدّ الأراضي السورية في المناطق الحدودية شمال البلاد.
فالنظام التركي من رأسه أردوغان إلى أصغر موظف فيه ليس في موقع يخوله تصنيف أحد بأنه إرهابي، فهذا النظام يمارس الإرهاب بأبشع صوره ويحامي ويدعم جبهة النصرة المصنفة إرهابية على لوائح الأمم المتحدة وإن غيرت اسمها إلى “هيئة تحرير الشام”، وزعماء تنظيم داعش الإرهابي يعيشون في كنف الجيش التركي في المناطق التي يحتلها في إدلب وشمال غرب حلب.
قد يكون أردوغان الذي وصل إلى حالة من الإحباط بعد عودته من قمة طهران وفشله في الحصول على إذن بشنّ عدوان ضدّ الأراضي السورية يريد من تصريحات وزير خارجيته تعطيل التقدم في التنسيق بين الجيش العربي السوري وقيادات كردية فيما يخصّ مواجهة الاعتداءات التركية وخصوصاً أن التصريح جاء بعد أن أعلن مصدر عسكري استعداد الجيش العربي السوري للتصدي لأي عدوان تركي محتمل.
المصدر الذي أكد في السابع والعشرين من الشهر الماضي أنه ومع تزايد حدة الاستفزازات التي يمارسها النظام التركي على الأراضي السورية والاعتداء على مناطق مختلفة وعدد من مواقع قواتنا المسلحة نؤكد أن جيشنا الباسل جاهز للتصدي لأي عدوان محتمل من قبل هذا النظام وتنظيماته الإرهابية، يؤكد أن قيادة الجيش تدرك بوضوح النوايا التركية المبيتة وهي لن تنخدع بأي تصريحات تركية إيجابية.
لاشكّ أن النظام التركي يراقب المناورات الواسعة التي نفذها الجيش العربي السوري مع الجيش الروسي بالأسلحة الحية، وهي أوسع تدريبات عسكرية هجومية ودفاعية يعلن عنها بين الجيشين حتى اليوم، وجاءت التدريبات مكثفة في أوقات متقاربة وعلى مختلف ظروف المعركة وأنواع الأسلحة والمعارك ما يوحي باستعدادات الجيش لأي مغامرة تركية محتملة.
صحيح أن تصريحات أوغلو هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب الإرهابية ضدّ سورية وانخراط النظام التركي بدعم الإرهابيين وقيادة المعركة معهم في إدلب، لكنها وإن كانت مفاجئة للبعض غير أنها لم تلق أي اهتمام في الوسط السوري باعتبار سورية لاتثق بالنظام التركي وبأي تصريحات أو تعهدات يقطعها خصوصاً بعدما تنصل من تفاهمات سوتشي.
نحن في سورية من يصنف الإرهابيين دولاً وجماعات، ويأتي في رأس التصنيف بعد العدو الإسرائيلي والاحتلال الأميركي، النظام التركي ورئيسه أردوغان الذي مارس الإرهاب ضدّ السوريين ولا يزال منذ 11 عاماً، ولن ننتظر من أوغلو أن يقدم مساعدة لنا في استعادة السيادة على الجزيرة السورية.
والجيش العربي السوري لا ينتظر دعماً من تركيا أو غيرها، فالجزيرة السورية ستعود إلى السيادة السورية بتفاهم السوريين مع بعضهم وقد بدأت ملامح هذه العودة بالنضوج مع انتشار وحدات الجيش قرب الحدود التركية، وأما الاحتلال التركي في إدلب وشمال غرب حلب فسينتهي برحيل الجيش التركي وهزيمة الإرهابيين، وكذلك هذا مصير قوات الاحتلال الأميركية في التنف والجزيرة السورية.. فهذا عهد قطعه الجيش العربي السوري وقد عرفناه جيداً يفي بالوعد والعهد.