عاد اليوم آلاف طلاب وطالبات البكالوريا لتقديم مادتين أو ثلاث في الدورة التكميلية على أمل الحصول على المزيد من العلامات لرفع مجموعهم العام، للتقدم للمفاضلة الجامعية بثقة أكبر.
ما إن أعلنت النتائج قبل شهر، حتى قرر كل طالب وطالبة المواد التي سيعيدون الامتحان بها، واختيار المدرسين والمدرسات الذين سيعودون لأخذ الحصص والجلسات الامتحانية عندهم، والتي يكونون قد أخذوها خلال العام الدراسي والامتحان الأساسي، وكل ذلك يحتاج لميزانية خاصة مع ارتفاع أجر المعلمين والمعلمات كل حسبما اشتهر اسمه بأنه الأفضل، ولا يقتصر الأمر على الدروس، هناك أيضاً جلسات التسميع وجلسات التوقعات وكل ذلك يحتاج أموالاً على الأهل دفعها.
والسؤال: هل هذه الطريقة هي المجدية لتحصيل علمي أفضل، وبناء موارد بشرية قادرة على العمل في مهن وقطاعات تناسب قدراتها، وتسترد ما قدمه الأهل من مال بفرص عمل مجدية؟.
السؤال أيضاً عن زيادة الكلفة مع دخول قسم من الطلاب والطالبات الى السنة التحضيرية التي تعادل البكالوريا في صعوبتها وتكلفتها، لأن الطلاب يعودون للحصول على دروس خصوصية والالتحاق بمعاهد تدريس، لضمان علامات تؤهلهم لدخول كلية الطب أو الصيدلة.
مر وقت طويل على اقتراح قدمه الكثير من أساتذة الجامعات وغيرهم ممن يعملون على تنمية التعليم، لتغيير هذه الطريقة لتحديد مسار التعليم، فلا يبقى المعيار لدخول الجامعات هو الفحص النهائي في البكالوريا، كما تقدمت اقتراحات بالالتفات الى التعليم المهني وإلى ميول الطلاب والطالبات ومواهبهم، وتحديد الدخول الى الكليات حسب حاجة سوق العمل عندنا، هذا قبل الحرب فكيف اليوم بعد تغير الكثير بتأثير الحرب.
الا أن تلك الاقتراحات بقيت اقتراحات، وعلى العكس أصبحت شهادة الثانوية أكثر صعوبة مع ارتفاع المعادلات وازدياد الاعتماد على الدروس الخصوصية، وكأن الطالب والطالبة يتعلمون كيف يحصلون على العلامة وليس للفهم.
ان الاستمرار بهذه الطريقة قد يأتي بنتيجة للبعض ويدخل التخصص الذي يسعى له كل من الأهل والطالب، لكن هل سيجد فرصة العمل المناسبة والتي تدر دخلاً يعوض ما أنفقه الأهل، أم إنها ستبقى ميزانيات مهدورة وتعليماً يعتمد على الحفظ وليس على بناء قدرات موارد بشرية؟.