لايكاد يمر يوم إلا ونسمع عن حوادث مرور ..سير قاهرة تحصد الأرواح وتلحق العاهات والعجز الكلي والجزئي ببعض ضحاياها،وتؤكد الإحصائيات في العالم موت شخص كل تسعين ثانية.
وتجاه وطأة ارتفاع عدد الحوادث ولاسيما في الفترة الأخيرة كثفت الجهات المعنية الجهود لتحقيق السلامة المرورية لمستخدمي الطرق من مشاة وسائقين من خلال ورشات عمل توعوية وكتيبات إرشادية، ونداءات مرورية للسائقين لتفقد جاهزية المركبة وإجراء الفحص الدوري لها،وتوخي الحذر والحيطة أثناء القيادة والالتزام بالممر المخصص لهم.
وفي هذا السياق تؤكد التجربة والدراسات أن الوعي المروري أحد أهم أسباب تدني عدد الحوادث وأن سلامة الطرق والوقاية من هذا البلاء الإنساني يعتمد إلى حد كبير على الشعور بمسؤوليات كل فرد منا.
يتسع مصطلح السلامة المرورية ليشمل سلامة المرورالإسعافي، وهوالأكثرتحدياً وخطراً لأن تأخر سير مركبة الإسعاف بسبب اختنافات مرورية أوعدم التزام أخلاقي وقانوني بتنحي الجميع للسماح لها بالوصول بالوقت المناسب ربما يتسبب بتعطيل إنقاذ حياة إنسان وربما وفاته لعدم وصول المنقذين في وقت مثالي.
من هنا تأتي أهمية الحديث والتركيزعلى البنية التحتية للمدن لتحديد مواقع وإحداثيات مكان ما، ولاسيما أننا اليوم في مرحلة بناء وإعمار إذ لايمكن لأحدنا أن يصل إلى بيت صديق له في زيارته الأولى إلا بعد أن يسأل العشرات في طريقه إلى العنوان وغالباً مايرفق بنقطة علام لاستدلاله (بقالية _صيدلية _بناء مشهور )وأغلبنا يجهل اسم الشارع الذي يقطنه فكيف لسائقي سيارات الإسعاف أن يصلوا إلى مكان ما، في وقت ما دون تأخير للقيام بمهمتهم الإسعافية وهم لا يمتلكون معلومات تعريفية عن هذا الموقع.
تقتضي السلامة المرورية نشر ثقافة التنظيم العمراني في المجتمع لخلق جيل واع منظم عمرانياً، وتشديد العقوبات بحق المخلين بالأمن والسلامة المرورية، ليكون التطبيق القانوني أكثر ردعاً وأوفر احتراماً.