فصل جديد من فصول العنترية المصطنعة استعرضها رئيس النظام التركي رجب أردوغان، حيث قال في آخر فذلكاته: “لا يوجد أي مبرر لقتل الأطفال والرضع.. نحن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني والإخوة في غزة”.
كلام أردوغان لا يمكن أن نفهمه إلا في سياق واحد، فهو وكعادته يحاول اللعب على أكثر من حبل سياسي وميداني، فالمفهوم من كلامه، أنه أولاً، لا بدّ للإسرائيلي أن يجد مبررات أو ذرائع وإن كانت واهية، وحينها فقط يمكنه أن يستبيح دماء الأطفال والرضع في غزة كما يشاء، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه بكلامه الصالح فقط للاستهلاك الإعلامي، أعاد من جديد إطلاق العنان لمخيلته المريضة للتذاكي بالعقول، بأنه يدعم الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي غاشم، وبأنه المدافع عن قضيتهم مع أنه من ذلك براء.
فهل نسي أردوغان، أم تناسى أن كل أكاذيبه لم تعد تنطلي على أحد، وإلا كيف يمكن أن يفسر لنا وجود الصفقات، والعلاقات الاقتصادية، والعسكرية والتجارية، النوعية، والمميزة، بل وحتى الاستثنائية، وأرقام حجم التبادل التجاري بين نظامه وكيان الأباراتيد العنصري، والتي وصلت إلى مستويات مرتفعة جداً.
كيف يتحدث أردوغان عن قتل الأطفال، ويزاود بهذا الملف، وهو سفاح الأطفال، وجزار الرضع في حلب، وفي كل الأماكن التي عاثت فيها غيلان تكفيرييه، ومرتزقته إرهاباً، وإفساداً، وتشنيعاً.
يحاول أردوغان أن يعيد هنا مسرحية دافوس، أو كوميديا “مافي مرمرة”، ولكن رياح الاستعراض العثماني لم ولن تجري هذه المرة بما تشتهي روايات أردوغان التلفيقية.
فمن منا لم يعد على معرفة حقيقية بأجندات رئيس النظام التركي ومؤامراته على الفلسطينيين، والعرب، والسوريين، وكل أحرار العالم؟!.