يخطر في البال أن الأسرة ذات الدخل المحدود، مهما كانت ربتها وربها بارعين في التدبير، فلن ينجحا في تيسير أمورالبيت مع الارتفاع المتواتر للأسعار.
آخر ارتفاع كان قبل يومين للمحروقات، هذا الارتفاع تبعه بطبيعة الحال ارتفاع أغلبية المواد التي يحتاجها البيت، طعام، منظفات، نقل، والألبسة أيضاً، إلا أن الألبسة لم تعد أولوية لهذه الشريحة، ومحلات الألبسة وخاصة البالة في الأحياء شاهد على هذا السلوك المرافق للغلاء.
الأسرة التي تسكن بيتاً ملكاً لها، تغلق بابها وتكتفي بما تيسر حتى لو كان بعض الخبز لسد رمق يومها، أو بعضاً من برغل أو رز مسلوق بلا بعض الزيت أو السمن.
أما الأسر التي تستأجر فهذه تعيش المعاناة بلا وصف، من تهديد ارتفاع الإيجار، إلى خطر الطرد، فكيف الحال مع التفكير بتأمين لقمة الطعام.
هذا الواقع المعيشي فرض على الأسرة حديثاً يومياً، لاينطبق على حديث الحياة بشيء، لأنه حديث الشكوى وتعداد المواد التي ارتفع سعرها، والمواد التي يجب الاستغناء عنها، لدرجة تدفع الخلافات العائلية والصراخ، دون أي جدوى ولا حيلة على تغيير واقع الحال.
أما الحديث عن مواجهة التحديات والظروف الصعبة، والبحث عن الفرصة الإيجابية والتمسك بها، يصبح ضرباً من اللاوقعية إن لم نقل ضرباً من الخيال.
إن انعكاس الغلاء وآثار الحياة الاقتصادية، على الحياة الاجتماعية للأسرة أصبحت خطراً، صحياً ونفسياً، لأن الأسرة صاحبة الدخل المحدود وحيدة وبلا حيلة في مواجهة كل هذا الغلاء وهذا التردي المعيشي.
الحياة التي حلمت بها الأسرة بعد تلك الحرب الطويلة، لم تعشها بسبب الغلاء، وخاصة الأسرة صاحبة الدخل المحدود، لأن حياتها نفسها أصبحت صعبة، لدرجة يخشى أن تصبح بأقل من الحدود الدنيا.
حياة الأسرة تريد حياة.
السابق
التالي