كان لأصحاب الإنجاز في دورة ألعاب المتوسط التي جرت مؤخراً في وهران التكريم الذي يستحقونه، إذ تألقت الفروسية كعادتها وتوجت بذهبيتين وفضية، وانتزع أحمد غصون ذهبية في منافسات الملاكمة، ولم يخيب معن أسعد الآمال في رفع الأثقال فنال ذهبية وفضية، بالإضافة إلى فضية مجد غزال في الوثب العالي.
ولأن لكل مجتهد نصيباً كان التكريم الأسبوع الماضي لهؤلاء الأبطال، ولكن؟
هل هذه النتائج الجيدة المحدودة تعني أن رياضتنا بخير؟ إذ يجب ألا ننسى أن الرياضيين الآخرين الذين ذهبوا إلى وهران لم يوفقوا، وهناك رياضيون كثر لم يذهبوا بالأساس لأنهم غير مؤهلين للمنافسة، وهؤلاء الرياضيون من ألعاب كثيرة مختلفة، والغياب وخاصة عن دورة المتوسط وهي في كثير من ألعابها ليست من التصنيف الأول، هذا الغياب يعني تراجعاً يجب الوقوف عنده بشدة وبسرعة لتدارك الأمر، وهذا الوقوف يجب أن يكون من رأس الهرم الرياضي(المكتب التنفيذي) مع اتحادات الألعاب، والمحاسبة إن كان هناك تقصير أو عجز عن التطوير.
عندما تشارك رياضتنا بعدد محدود جداً من الرياضيين في دورة المتوسط وسواها من الدورات الآسيوية والأولمبية، فهذا يعني أن رياضتنا التي تشمل العديد من الألعاب قد اختزلت بهذا العدد، فهل هذه هي رياضتنا؟ وماذا يفعل الآخرون؟ أما آن الأوان بعد حوالي ثلاثة أعوام من بدء دورة انتخابية لعدد من اتحادات الألعاب للمحاسبة والمساءلة؟! لنسأل القيادة الرياضية: أين الجودو والمصارعة والجمباز والرماية والريشة والسباحة والدراجات والكاراتية وكرة المضرب وو.. وغيرها؟
إذاً من المهم جداً وبعد دورة المتوسط ومع المضي نحو بطولات ودورات إقليمية وقارية ودولية، الوقوف وبحث واقع الألعاب ومعالجة التقصير والتراجع، ولعله من المهم عقد مؤتمر صحفي للقيادة الرياضية تبين فيه أسباب التراجع والغياب شبه الكامل للعديد من الألعاب والرياضات، فهذه مسؤولية إذا لم يكن هناك متابعة ومساءلة واهتمام.