عند كلّ عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة، يواجه العدو الصهيوني الفشل ذاته، لجهة عدم تحقيق أي هدف يتوخاه من وراء العدوان، أما سلسلة الجرائم الجديدة التي ارتكبها بحق المدنيين في غزة وتدمير بيوتهم فوق رؤوس ساكنيها، فهي متواصلة منذ اغتصاب فلسطين المحتلة وحتى اليوم، والشعب الفلسطيني لا يزال صامداً بوجه هذا الاحتلال العاجز عن كسر إرادة الفلسطينيين، وتصميمهم على استرجاع كلّ حقوقهم المغتصبة.
منذ بداية العدوان الأخير، قال وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس أن حكومته أعدت العدة لمواصلة هذا العدوان لمدة أسبوع وسيكون “بلا حدود وبدون قيود”، ولكن ردّ المقاومة الفلسطينية كان وقعه أقوى، سواء على الشارع الإسرائيلي، أم على أصحاب الرؤوس الإرهابية الحامية في حكومة الاحتلال، وهو ما تجلى في مسارعتها لاستجداء الوساطة، والقبول بشروط المقاومة بعد ثلاثة أيام فقط على العدوان، من أجل وقف الصواريخ المنهمرة على المستوطنات في المدن الفلسطينية المحتلة، وهذا دليل إثبات على فشل العدوان الإسرائيلي، وانتصار المقاومة على جبروت آلة الاحتلال الحربية.
معركة “وحدة الساحات” أثبتت مجدداً عدم قدرة العدو الصهيوني على إطالة أمد أي عدوان يشنّه على الشعب الفلسطيني، أو ضدّ أي طرف آخر في محور المقاومة، لأن من شأن ذلك مضاعفة حجم الخسائر السياسية والعسكرية لكيان العدو، وهو ما لا طاقة له بتحملها، لاسيما وأن جبهته الداخلية تعاني من التفكك والتصدع، وهو يدرك تماماً أن ليس باستطاعته تحقيق أي إنجاز ضدّ المقاومة من دون دفع أثمان باهظة، ما يؤكد مجدداً أن هذا الكيان هو فعلاً أوهن من بيت العنكبوت، ولولا الدعم الذي يتلقاه من داعميه في الولايات المتحدة ودول الغرب الاستعماري، لما استطاع إطالة أمد احتلاله، والاستمرار بارتكاب جرائمه ضدّ الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة على وجه العموم.
العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وما خلفه من عشرات الشهداء ومئات الجرحى، فضلاً عن تدمير الأبنية السكنية، من المفترض أن يضع بعض الدول العربية المطبعة، وتلك المهرولة نحو التطبيع مع هذا العدو، أمام مراجعة شاملة لحساباتها، إذ يثبت هذا العدو يوماً بعد آخر أنه كيان غاصب لا يريد أي نوع من السلام، وإنما مواصلة العدوان لاستكمال مشروعه الاحتلالي في المنطقة، و”الدول المطبعة” ليست استثناء، والدور قادم عليها، بحال لم تتوحد الجهود لمواجهة هذا الاحتلال، علماً أن دحره وزواله ليس بالأمر الصعب أو المستحيل، فالمقاومة وحدها كفيلة باجتثاث هذا الاحتلال، وإعادة الحقوق المغتصبة إلى أصحابها الشرعيين.