هو المُجون الأميركي الذي أودى بالولايات المتحدة إلى حافة الجنون بعد أن استباحت كل القيم والقوانين والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، كيف لا ، وهي التي قامت على جماجم وأشلاء أصحاب الأرض الحقيقيين.
العبث الأميركي يتنقل من مكان إلى مكان ويبحث عن الفرصة المواتية لإشعال الفتن وإثارة النزاعات والحروب بغية خلط الأوراق، وصولاً نحو نسف عناوين المشهد التي خلقتها التحولات الكبرى والتي أطاحت بأركان الهيمنة الأميركية على الأرض، ودفعت بواشنطن إلى حافة الهستيريا والجنون!؟.
العدوان الإسرائيلي الأخير على الشعب الفلسطيني، وقبله الزيارة الاستفزازية لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان الصينية، وما يقوم به النظام التركي ومرتزقته وإرهابيوه في الشمال السوري من إجرام وإرهاب، والمحاولات الأميركية المتواصلة لزعزعة استقرار المنطقة والعالم، كل ذلك وأكثر يندرج ضمن سياق المجون والجنون الأميركي الذي بات يتسارع في كل الاتجاهات كرد فعل على المتغيرات والتطورات التي غيرت وجه المشهد الدولي الذي كانت تتحكم فيه الولايات المتحدة وبكل عنجهية وغطرسة وتجاوز لكل القوانين والمبادئ والقيم.
ما يتوجب على أميركا فهمه في هذا السياق، هو أن سياسات التصعيد والتفجير و التهرب والهروب إلى الأمام التي لا تزال تنتهجها بشكل أكثر شراسة من ذي قبل لم ولن تحقق لها أياً من الأهداف الكارثية التي تجهد إلى تحقيقها، فالواقع بات أكبر من كل المحاولات الأميركية لتغييره، بعد أن تجذر بعيداً في عمق المشهد، لاسيما وأن العالم قد تنفس الصعداء وهو يلمس التصدع المتسارع في قواعد وأركان الإمبراطورية الأكثر دموية ووحشية وإرهاباً ومجازر على امتداد التاريخ.