الثورة – بقلم رئيس التحرير – أحمد حمادة
الصراع بين الولايات المتحدة الأميركية والصين في بحر الصين الجنوبي وجزيرة تايوان ليس جديداً، والحرب التجارية بينهما ليست عابرة، والتنافس لوضع قدم كل منهما على أقاليم استراتيجية في أمريكا اللاتينية ومنطقتنا العربية وصولاً إلى امتداد (الشرق الأوسط) برمته ليس وليد اليوم.
لكن الجديد بعد كل هذا وذاك أن تقوم واشنطن بتأزيم الأحداث مع بكين، وتفجر أزمة تحديداً حول تايوان، وبحجج واهية، وتقوم بترتيب زيارة لنانسي بيلوسي إلى الجزيرة الصينية، وتتعمد استفزاز بكين، وتفتعل أحداثاً كادت أن تؤدي إلى نشوب حرب كبرى تزعزع استقرار العالم برمته.
واللافت أن كل ما جرى جاء ترتيبه في أعقاب الحرب الأوكرانية، وانقلاب أحداثها ضد أميركا والغرب الأوروبي الذي وقع في أزمة طاقة لا سابق لها، ولأن حسابات بيدر تلك الحرب لم تنطبق على حسابات بيادر البيت الأبيض، فضلاً عن أن أميركا لا يمكن لها -حسب رؤاها الاستراتيجية- ترتيب مصالحها في العالم دون افتعال الأزمات والحروب وإدارتها.
في الملف السياسي التالي تبحث صحيفة الثورة بتطورات قضية تايون، واستفزازات الولايات المتحدة للصين، وزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، والتنافس والخصومة والعداء بين الولايات المتحدة الأميركية والصين
لا بل يمكننا القول إن مشروع (الحزام والطريق) الصيني الذي وعد الدول الباحثة عن السلام والاستقرار بخارطة اقتصادية جديدة تساعدها على النمو والازدهار بعيداً عن الهيمنة الأميركية، وكذلك الصراع الأميركي – الروسي حول توسيع حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وصراع الطاقة، وسباق التسلح، والتنافس الدولي حول إفريقيا، والصراع عليها وعلى ثرواتها بين القوتين العالميتين، كان العامل الجوهري في تسريع الخطة الأميركية القاضية بافتعال أزمة كبرى مع الصين وشراراتها الأولى من تايوان.
ولعل المفارقة الصارخة في كل ما جرى خلال الأسابيع الماضية أن الدور التخريبي الهدام الذي مارسته واشنطن في قضية تايوان، وزيارة بيلوسي لعاصمتها، جاء كالعادة تحت عناوين براقة منها الحفاظ على الأمن في مضيق تايون، ومنها احترام استقلالها، وبالتالي نسف حكام البيت الأبيض كل تصريحاتهم السابقة وتعهداتهم باحترام مبدأ “صين واحدة” التي كان رؤساء أميركا السابقون يطلقونها ويذرون الرماد في عيون الصينيين بعباراتها المنمقة.
بكين من جهتها تؤكد حقيقة أن تايوان جزء من أرضها، وأن مبدأ الصين الواحدة يمثل الإجماع العام للمجتمع الدولي، كما أنه يتفق مع القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وأنها لن تتخلى عن استخدام القوة في حال فشل إعادة التوحيد السلمي مع تايوان، عارضة في ذات الوقت على الجزيرة مزايا وحقوق إدارية واقتصادية واسعة، وتشدد على أنها تحتفظ أيضاً بالحق في الرد على استفزازات مؤيدي استقلال الجزيرة والقوى الخارجية، كالخطوة المتمثلة بزيارة بيلوسي.
وتؤكد بكين أيضاً أن إعادة التوحيد السلمي و”دولة واحدة ونظامان” هما مبدأنا أساسيان لحل مسألة تايوان وأفضل نهج لتحقيق ذلك، وهما تجسيد للحكمة الصينية القائلة “نزدهر من خلال احتضان بعضنا البعض”، ويأخذان في الاعتبار بشكل كامل واقع تايوان ويساعدان على الاستقرار طويل الأجل في تايوان بعد إعادة التوحيد.
اقرأ في الملف السياسي..
للتصعيد والاستفزاز.. أخطاء متعمدة في زيارة بيلوسي
في الملف السياسي التالي تبحث صحيفة الثورة بتطورات قضية تايون، واستفزازات الولايات المتحدة للصين، وزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، والتنافس والخصومة والعداء بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، والتعرف على مبدأ “صين واحدة”، ونظرة واشنطن للصعود الصيني على نطاق واسع، تلك النظرة العدوانية التي تقول بأن ذاك الصعود يعد خطراً يهدّد مكانة أمريكا المهيمنة على النظام الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويبحث الملف في ذريعة حماية واشنطن لمضيق تايوان وللجزيرة، وتعزيز قواعدها العسكرية في المحيط الهادئ، ومحاولاتها إشغال بكين بالأزمات في شرق آسيا، وتطويق مشروعها الكبير المعروف بالحزام والطريق، وعناوين أكثر تفصيلاً في قضية تايوان وتطورات أحداثها.