الحرائق تندلع بالقرب من محطة زابوروجيه بقصف أوكراني مقصود ومخطط له، والخطر الماثل والخوف الأكبر من اندلاع حريق كبير ومرير بنكهة نووية، تعيد إلى الأذهان كارثة مفاعل تشيرنوبل، ولكن ضمن سيناريو أكثر خطورة ويفوق بأضعاف ما حصل في تشيرنوبل، فنظام كييف بعمله هذا يستفز أطراف كثيرة على مستوى كبير، ويبتز من خلاله العالم بأسره بالتهديد النووي، بما في ذلك أوروبا.
الغرب يحرّض نظام كييف على الاستمرار بقصف زابوروجيه، في سياق عمل خطير، مشحون بكارثة نووية، تلوح في الأفق، فقصف قوات كييف المتكرر لمحطة زابوروجيه للطاقة النووية بالتحديد لموقع تخزين النفايات النووية، أدرجته موسكو في إطار العمل الإرهابي النووي القذر الذي يمكن أن يؤدي إلى كارثة على نطاق يتجاوز بكثير عواقب الحادث الذي وقع في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية.
ما يفكر به نظام كييف مغامرة خطيرة وابتزاز نووي بكل المقاييس ومن كل الزوايا، إن كان لناحية الكارثة النووية المتوقعة والمرعبة، أو لناحية الابتزاز في مسألة لا تحتمل أي محاولة ابتزاز، فالأوضاع في أوكرانيا متأزمة وبحاجة لحلحلة في العقد وليس زيادتها، وكيف إن كانت العقدة نووية وعواقب اللعب بها وخيمة جداً.
بعض الآراء تقول إن هدف نظام كييف من اللعب الخطير على حبال زابوروجيه النووية هو استجلاب قوات حفظ سلام دولية ومراقبين دوليين، وهذا مطلب كييف على لسان رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية بيوتر كوتين، حيث دعا إلى نشر قوات حفظ سلام دولية على أراضي المحطة وطالب المجتمع الدولي بالمساهمة في إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول هذه المحطة النووية.
محاولات نظام كييف خلط الأوراق واللعب على محاور متعددة بقصفة لمحطة نووية، نابع من يأسه من عدم جدوى دعم الغرب له في حربه العبثية ضد موسكو، لذلك يعمل نظام الرئيس زيلينسكي على جذب طرف ثالث إلى الحرب وهذا ما حاول كثيرون قبل نظام كييف فعله للتلطي خلف قوات أممية يقومون من خلالها بالضغط على موسكو، وتغيير مجرى الحرب برمتها.
خطط وتصورات نظام كييف تقوم على منطق الابتزاز، وهو منطق خطير للغاية وغير منطقي، واستفزازي، ولن يقود إلى نتائج على أرض الواقع سوى تعقيد الأوضاع أكثر مما هي عليه، وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التشاور مع الدول المعنية عند إعداد أي تقارير أو وئاثق، وعدم الوقوع في فخ النظام الأوكراني، والانحياز لعقله، بل العمل باستقلالية ومهنية وبأسرع الطرق والوسائل، وبعيداً عن ضغود داعمي نظام كييف، لتجنيب أوكرانيا والعالم كارثة نووية كبيرة يقودهم إليها نظام كييف.