الثورة – أديب مخزوم:
معرض رسوم الأطفال، الذي أقيم في خان أسعد باشا لمدة ثلاثة أيام، تحت عنوان (سوى ربينا ) نظمته الفنانة التشكيلية فايزة الحلبي، بمشاركة مئة طفلة وطفل، بعد سنة من التدريب في مرسمها ( فيروز ) تحت إشرافها، وعلى صوت وموسيقا أغاني فيروز، محققة في ذلك مقولة بول كلي: ” من يرسم يجب أن يمتزج بالموسيقا ” ، ولقد تضمن 290 لوحة لأطفال تتراوح أعمارهم بين أربع وبين خمسة عشرة سنة ، وبمعدل من لوحتين الى ثلاث لوحات لكل طفل، طرحت من خلالها مختلف المواضيع، برؤى وتقنيات متنوعة، إضافة لرسومات البورتريه الخاصة بكل طفلة أو طفل على حدة، والتي تركزت حول رسم قسم من الوجه، وجمعه مع صورة القسم الآخر بلقطة واحدة.
يشكل المعرض امتداداً لمعارض طفولية أقامها مرسم فيروز، لرؤية مستويات رسوم الأطفال وخاصة الموهوبين، ومناقشة أهم الخصائص التي تميز فنهم ، وتنمي حساسيتهم الابتكارية ، وتغذي شعور الانتماء الى البيئة والوطن في وجدان الأطفال . فالطفل هو المستقبل ومن الضروري ان تكون رسوماته مستشفة من مظاهر تأثيرات البيئة والثقافة العربية لتحقيق تناغم شاعري وفني في وجدانه، ودفعه الى التمسك بقيم الخير والمحبة والجمال والحق والعدالة ، مرورأً بتشجيع ظهور الخصائص الفردية، في تعبيرية فنون الأطفال الموهوبين والمتميزين . لانتشالهم من متاهات الضياع، واكتشاف الفروقات الفردية, ومراحل تدرج الوعي التعبيري ، من خلال تداعيات اللوحة الطفولية، المرسومة بعفوية منفلتة من التأثيرات التربوية الخاطئة والراكدة والبائدة .
لوحات مميزة لأطفال موهوبين، من أمثال: نينارهوة 14 سنة ، ولين رومية 14 سنة، وجنى نظام، خمس عشرة سنة، وحلا نظام 13 سنة، وحوراء خياط 12 سنة، وتيم خضر 14 سنة ، ونور عوض 17 سنة، ولاريسا ناصيف 4 سنوات، ومحمد انور الصوص 4 سنوات، وليان بجنيكة 4 سنوات ، ولورين العنيد 4 سنوات وغيرهم .
هكذا يعطي هدا المعرض ، صورة متقدمة ، تبين كيف يمكن أن تكون الخطط التربوية العصرية في تعليم الرسم والتلوين، ويعمل على إيجاد المزيد من الاهتمام بهذا الكنز التعبيري , الذي لا يزال دون رعاية جدية في مجمل الأقطار العربية ، وهذا المعرض يساهم في غرس نزعات الابتكار وحب الاطلاع في وجدان وعواطف ومشاعر الأطفال، ويمنحهم لمحة تربوية حديثة في كيفية التدرج من مرحلة طفولية إلى أخرى .
