يتوهم العدو الصهيوني على الدوام ومن ورائه الولايات المتحدة الأميركية راعية الإرهاب العالمي أنهما قادران على تغيير مجريات الأحداث في المنطقة والعالم على أهوائهما، من خلال الاعتداءات والحروب ونشر الفوضى، سواء كان في سورية أم في فلسطين المحتلة أم في أي منطقة من العالم.
وأكثر ما يخيف هذين الطرفين المارقين هو المتغيرات الدولية التي بدأت إرهاصاتها بالبروز مع صمود سورية جيشاً وقيادة وشعباً بالتعاون والتنسيق مع أصدقائها وحلفائها، في مواجهة أخطر هجمة إرهابية عرفها التاريخ، هذه المتغيرات التي ستعيد الموازين الدولية إلى نصابها وتوازنها بعد أن أصابها الاختلال نتيجة للهيمنة الأميركية بعد انكفاء الدور الروسي لفترة من الزمن على أثر تفكك الاتحاد السوفييتي السابق.
وكلما حققت سورية إنجازاً على الصعيدين الميداني والسياسي في معركتها التاريخية ضد الإرهاب والتطرف، تسعى منظومة العدوان إلى ترجيح كفة التنظيمات الإرهابية والانفصالية للإبقاء على أجواء الفوضى وعدم الاسقرار في المناطق التي تنتشر فيها هذه التنظيمات برعاية مباشرة من قوات الاحتلال الأميركي والتركي، وعرقلة جهود الدولة السورية لاستكمال سيطرتها على هذه المناطق، كي تبقى كقنوات مفتوحة على مصراعيها لنهب الثروات السورية النفطية والزراعية والآثارية الحضارية أمام الأميركي والتركي والإرهابيين.
والعدوان الصهيوني المجرم على ريف دمشق وطرطوس لا يخرج عن هذه السياسة الأميركية التي تعتمد على نشر الحروب وبث روح الفتنة والفرقة بين الدول، وبين الفروع والأصول، وذلك من أجل إشباع رغبتها بتوسيع الحرائق والحروب لإضعاف الدول المستهدفة، وخاصة روسيا والصين وسورية وإيران وغيرها، في محاولة مستميتة منها للبقاء بموقع الهيمنة والسيطرة، وكل ما يجري من اعتداءات واستفزازات، سواء كان في سورية أم فلسطين المحتلة أو أوكرانيا أو في تايوان الصينية لا يخرج عن هذه السياسات الأميركية الهدامة، إلا أن عهد الهيمنة الأميركي قد ولّى وأصبح من الماضي، وعلى الولايات المتحدة أن تقبل بواقعها الجديد وبمكانة الدول الأخرى، وكل محاولاتها في غير ذلك ستبوء بالفشل المؤكد.
السابق
التالي