عادل عبد الله
القضية ليست ارتفاع أسعار، أو تفاوت بين الدخل والإنفاق، إنما هي حالة عجز لتأمين متطلبات يومية لا غنى عنها، خبز- غذاء- كساء- مسكن- تعليم- صحة.. إنها حالة من عدم الاستقرار والقلق، تقض مضجع ذي الفاقة، كيف سيكون الغد، وفلذات الأكباد أمام عيونهم يكبرون والزمن يسبقهم، ويحملون في قلوبهم الكثير من الأمنيات والآمال، يفكرون كيف سيكون الغد..
إن الارتفاع المستمر للأسعار بات يبخر مدخول الكثير من المواطنين وأصبحوا يواجهون ظروفاً معيشية صعبة جراء ذلك، ما تسبب بحالة من عدم الاستقرار المعيشي لهم نتيجة عدم وجود سياسات ثابتة وواضحة في الحد من الارتفاع، فالمواطن لم يعد يسمع سوى أنباء عن حدوث بورصات جديدة تتغير مع مستوى الصرف، والمتداول المحلي الليرة والذي لا يتناسب مع ذلك.
ارتفاع جنوني يقره الجميع.. ولم يعد يقتصر على تاجر محتكر، بل هي أسعار علنية حتى في المؤسسات والجمعيات الاستهلاكية، ويفاجأ المواطن أن أسعار السلع تتغير بشكّل يومي تقريباً حيث إن أسعار اليوم تتغير في اليوم التالي دونما رقيب، ما يؤثر في القوة الشرائية للأفراد التي تتناقص وتتآكل مداخليهم، ويقع مجمل العبء على جيب المواطن الأقل دخلاً، فأصبح غلاء الأسعار شبحاً يلازم المواطن بصفة مستمرة.
تتصدر مشكلة غلاء المعيشة قائمة الهموم اليومية للمواطنين، إذ إن الأعباء الاقتصادية تثقل كاهلهم، وبات الارتفاع يخلق فجوة شاسعة بين دخل الفرد وتأمينه لمتطلبات الحياة الأساسية، وأصبح المواطن في همّ تجاه رزقه ومعيشة أولاده.
نحتاج إلى وقفة جادة من قبل المعنيين والجهات المختصة تجاه كلّ من يستغل حاجة المواطنين- خاصة أصحاب الدخل المحدود- الذين لا يستطيعون سدّ سوى جزء وحيد من جوانب الحياة الضرورية، للنهوض بوضعهم الاقتصادي ورفع مستواهم المعيشي.. فالدخل ثابت وما حولهم بازدياد مستمر.