نثروا الملح في الأرض الطيبة حولوا الحياة إلى خراب امتد إلى يومنا هذا.. اتسع الخرق مع تنامي الخيانات لصالح الكيان الصهيوني، حتى لم يعد بمقدرة الراتق التمكن من رثي الفتق. كانت البداية من اليهود البلشفيين، حين قتلوا المسيحيين الأوثوذكس في روسيا وأحرقوا كنائسهم.
ثم تحولوا إلى فلسطين منذ عشرينيات القرن العشرين، لعله المدعاة لاعتراف الدولة الشيوعية الجديدة لتكون أول من اعترف بالكيان الصهيوني المحتل لفلسطين بأنها كيان (إسرائيل) الصهاينة أباطرة المال سخروا أموالهم الذي شروا به النفوس والسلاح والإعلام، لصالح الدولة المزعومة..
داست جنازير دبابات بني صهيون أرض فلسطين وغزة وبيروت والقدس، كان الصهيوني جونسون عضو الكونغرس في تكساس يهرّب السلاح والصواريخ والقنابل اليدوية إلى عصابات اليهود الهاغانا (الشيوعيين الإرهابيين) في داخل فلسطين حين لم تكن توجد (إسرائيل).
ذات المشهد كان مع الرايات السود التي رفعها الإرهابيون في سورية. حاولوا الانتشار على كامل الأرض. لكن إرادة الشعب، والمقاومين السوريين، وأبناء الجيش العربي السوري.. أطفأت نارهم لتشرق شمس عظيمة نسجت من خيوطها آيات بينات لنصر التراب في وطن الشهداء..
صهاينة العالم هم المتحكمون بالمال العالمي، ومحركو السوق المالية العالمية.. هم السلّاخ الأول الذي لم يهتم بسلخ الشاة، قدر اهتمامه بتقطيع أوصالها، كما فعلوا في الوطن العربي، وفي فلسطين بالذات، حين بثوا اليأس بين الشعب العربي، على أن جيشهم المحتل لفلسطين لا يقهر..
عملوا ذات النسخة في صيغة الربيع العربي لقتل الطمأنينة ونشر الرعب والذعر وتسويق الموت على نواصي الأزقة وحواريها. دعموا بالمال العربي كل المنظمات الإرهابية، على أرض سورية وحيثما حلت شراذمهم في الأقطار العربية، لنصرة بني صهيون على حساب بني الجلدة..
أمر يجعل المرء يفكر ألف مرة في التحري عن الجذور؟؟.. كانوا يتحينون الفرص.. مرة بحجة سحب الأهل المسيحيين تحت شعار حماية الأقلية من الاضطهاد، وذاك غير صحيح، والذريعة واهنة والذارع أكذب من فيليب. صار قتل الأخ والابن والصديق وطعن الظهر غيةً وبلا رادع..
في النهاية لابد يحيق الشر بصاحبه.. الآن يرتد عليهم التسونامي الذي أرادوا به إغراق سورية ليغرقهم كطوفان نوح.. فلا عاصم منه لا جبل ولا جدار منيع.. من يتكئ على كتف الأميركي الذي يسحب ذراعه بقوة دون إنذار، فيهوي من استند عليه، والأمثال كثيرة وزمنها ليس بالبعيد..
وقع كل من ظن نفسه حليفاً، صديقاً أو حتى مشغلاً بأمره.. حتى الرايات السود تهالك رافعوها تحت ضرب قنابله في بعض المناطق، تأكيداً لادعائه محاربة الإرهاب. وإن كان يساعد بعض الآخرين والسر تحقيق مآربه.. ففي كل مرة يعيد رسم خارطة أعماله، يغير أدواته ومشغليه.. يتدارك أمره مرة بزيارةِ تأكيدٍ للعفو عمن شذ عن خطته في القتل والتدمير. لكن يبقى السوط بيده يلفح ظهور عملائه، كي لا يحيدوا عن خط السير الذي رسمه لهم.. وإلا لابد من رميهم كخرقة بالية يتخلص منها بأسهل مما يظن العميل نفسه؛ عند أول حاوية..
إنه الأميركي الإرهابي الأكبر من مارس إرهاب الدولة المنظم، على الأرض المكتشفة حين بنى دولة على جماجم أهل الأرض، ونشر منها الإرهاب المؤدلج إلى العالم أجمع، فكانت ومازالت أولى ضحاياه فلسطين وأهلها، واليوم الإرهاب مسكون في زوايا العالم أجمع وبين الأباطرة.