ليس لرياضتنا أي تماس مباشر بالمعايير الاحترافية، وإن اجتهد البعض في اضفاء بعض الشبه عليها، ومحاولة التلاعب بالألفاظ، من خلال إطلاق الأسماء التي لها علاقة بالاحتراف، وإن حاولنا تضييق الدائرة لتتسع للأندية فحسب، سنجد أن ثمة مفارقات غريبة عجيبة في هذا الموضوع، فهذه الأندية ليست سوى جزء من منظومة تحكمها البيروقراطية، وتتلاعب بها الأهواء الشخصية والمبادرات الفردية، فعندما يصل أحد من أصحاب الجيوب المنتفخة إلى كرسي رئاسة مجلس إدارة النادي، أوعلى الأقل يعلن تبنيه لهذا النادي ورغبته في تقديم شيك على بياض، ترى عملاً، يشبه العمل الاحترافي، من حيث التعاقد مع أبرز النجوم، واستقطاب اللاعبين اللامعين المحليين والأجانب، والاستعانة بأبرز الكفاءات التدريبية، مع توفير وسائل راحة ورفاهية للفريق في تنقلاته، وكذلك الأمر بالنسبة لجمهوره..وعندما يخبو هذا الشغف وينطفئ، يعود الفريق إلى نقطة الصفر، في شكواه من ضيق ذات اليد ومحدودية الامكانات المادية!! وغالباً مايهبط مستواه وتتراجع نتائجه، إلى الحد الذي يصبح فيه مهدداً بالهبوط، وقد يهبط في نهاية الموسم.
لن يعمل هؤلاء الأسخياء لأي نادٍ أكثر من محاولة تحقيق لقب محلي، وتحقيق هدف آني في كسب بعض الشهرة، أما البناء الذي يستغرق وقتاً طويلاً، فليس وارداً في القاموس، والعمل على تفعيل استثمارات النادي، بشكل يجعله منتجاً لامستهلكاً، ليس إلا تصريحات لاطائل منها..
أنديتنا في معظمها، وخصوصاً ذات الجماهيرية الطاغية، هدف للداعمين لكسب الشهرة، وربما لمآرب أخرى، وليست مشاريع لجعلها محترفة، بكل مايتطلبه الاحتراف من مقومات وبنية تحتية وأسس وركائز، فلا غرو إذاً، إن بقيت هذه الأندية، لاتشبه نظيراتها في شيء، اللّهم إلا في اطلاق تسمية دوري المحترفين على مسابقتها الرئيسية، أو دوري الدرجة الممتازة.!!.
السابق