تبدو المحاولات الأميركة والغربية لطرد روسيا من الأمم المتحدة أشبه بمسرحية كوميدية بلهاء بقدر ما هي مثيرة للضحك والسخرية، بقدر ما هي مثيرة للاستهزاء والتهكم بالعقل الساذج الذي يقف خلفها ويخطط لها.
فما تناقلته وسائل الإعلام الغربية خلال اليومين الماضيين عن وجود سيناريوهات غربية لسحب صلاحيات مندوبي روسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة، لا يعكس الحال الصعبة التي وصلت إليها الولايات المتحدة والغرب الاستعماري في مواجهة التحولات والتطورات الدولية فحسب، بل يجسد حقيقة الاستراتيجية الأميركة التي لا تزال تجهد للتحكم بكل شيء والسيطرة على مفاتيح القرار الدولي.
صحيح أن معظم مؤسسات المجتمع الدولي، ومنها مؤسسة الأمم المتحدة، تسيطر عليها أميركا وتفرض عليها مشيئتها وإرادتها كونها تلوي عنقها وذراعها من الناحية المادية، لكن هذا لا يعني قدرتها المطلقة على طرد من تشاء من الدول الأعضاء، لاسيما الدول الأعضاء والمؤسسين والفاعلين في مجلس الأمن، خصوصاً، روسيا، الدولة الأكثر تأثيراً وفاعلية وحضوراً في مجلس الأمن، لجهة دورها الكبير في إرساء السلم والأمن الدوليين، وفي إحداث التوازن الدولي على المستوى العالمي.
فيما وراء تلك السيناريوهات الأميركة الغربية، ليس الكثير من الغباء والحماقة السياسية التي تقطع كل الحبال السياسية والدبلوماسية، والتي من شأنها أن تنقل المواجهة إلى آفاق مفتوحة أكثر ظلمة وشراسة ووحشية فحسب، بل ورائها الكثير من الانفصام والانفصال عن الواقع والاسترسال في الخيال والوهم وكذلك فيها الكثير من العجز والتخبط والتباين في الرأي والقرار بين الولايات المتحدة من جهة، والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، مع ملاحظة أن التناقض والتباين بدا أيضاً واضحاً بين دوله حيال التعاطي مع العملية العسكرية الروسية لمحاربة النازية في أوكرانيا.
السابق
التالي