بعد أن اتّخذ عدة قرارات من شأنها أن ترفع من سوية مسابقاتنا المحلية و ترتقي بمستواها الفني، كما هو حال قرار السماح بالتعاقد مع محترفين أجانب، وكذلك الموافقة على استقدام حكام أجانب لإدارة بعض المباريات، بناءً على طلب الأندية ورغبتها،
وبعد أن صرّح رئيس اتحاد كرة القدم الأستاذ صلاح رمضان غير مرة أن هدفه الأول خلال ولايته الانتخابية تطوير وتحسين واقع الكرة السورية، وفي ظل ما تردده بعض إدارات الأندية عن عجزها المادي وعدم قدرتها على التعاقد مع لاعبين أجانب أو على استقدام حكام أجانب، وفقاً لكل ما سبق يبدو من المنطقي القول أن اتحاد كرة القدم مطالب باتخاذ خطوة أكثر جرأة فيما يتعلق بتطوير واقع مسابقاتنا المحلية وانعكاسه على منتخباتنا الوطنية، وهذه الخطوة تتمثل في تحديد معايير احترافية يجب على أندية الدوري الممتاز تحقيقها لتتاح لها المشاركة في المسابقة المحلية الأهم، أوأن تشارك هذه الأندية ضمن مسابقات أقل قوة
ولا تتطلب معايير احترافية!.
قد يبدو الطرح غريباً على جزء يسير من الشارع الرياضي، ولكن لطالما أنه يسمى دوري المحترفين فلا بدّ من أن تكون هناك معايير تضمن تطبيق كل شيء بصورة احترافية كأن يكون هناك ميزانية ثابتة متوفرة بالحد الأدنى على أقل تقدير لكل فريق وأن تكون هناك هيكلة إدارية تُعنى بالجانب المالي والتسويقي والإعلاني في النادي عدا عن موضوع المنشآت التي يجب أن تتوفر هي الأخرى على ملاك كل نادٍ بحيث يتم تخصيص كل نادٍ بملعب تدريبي وآخر يمكن أن تقام عليه المباريات، قبل أن يصبح هذا النادي مؤهلاً للمشاركة في دوري المحترفين أو الدوري الممتاز كما يسمى.
طبعاً ما جئنا عليه ليس من بنات أفكارنا وإنما هو نهج قام بتطبيقه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لتحديد مقاعد كل دولة في مسابقات الأندية على مستوى القارة الصفراء، وهو نهج اعتمده أيضاً عدد من الدول الآسيوية لتطوير مسابقاتها المحلية كما هو الحال في الدوري الإماراتي و الدوري التايلندي أو حتى الدوري الماليزي، والنتائج كانت سريعة وظهرت خلال عام أو عامين لا أكثر، باعتبار أن مثل تلك المعايير من شأنها أن تضمن الاستقرار المالي للنادي بما ينعكس على استقراره الفني و الإداري عدا عن كونها معايير ستدفع إدارات الأندية للخروج من عباءة العمل الهاوي ضمن الأفكار الخشبية التي تزيد من تأخر كرتنا ولا تدفعها خطوة واحدة إلى الأمام.
وبالتأكيد فإن تطبيق هذه المعايير لن يكون أمراً سهلاً لأن بعض الأندية لن تستطيع تحقيقها وهو أمر سيؤدي حكماً لاعتراضات كثيرة و لكن كرتنا بحاجة خطوة جريئة كهذه إن كنا نريد الوصول سريعاً.