الملحق الثقافي – سعاد زاهر:
بينما يرى أندريه بازان أن السينما «فن التخلي عن الواقع» يعتبر مخرج الواقعية الإيطالية الجديدة روبرتو روسلليني في كتابه «الواقعية والسينما» أن الواقعية استجابة للحاجة الحقيقية لرؤية الناس على طبيعتهم بنوع من الشفافية
لكن سواء أكانت فن التخلي عن الواقع أو النبش فيه والتمسك بمكوناته كي يقدم برؤى فنية، باتت في عصر متغير تكنولوجيا، تحتاج إلى شاشة ورؤى إخراجية مختلفة، كي تشكل سيرة سينمائية يمكن الرجوع إليها في أي وقت، كما نفعل حالياً، حين نتمشى بصرياً في أروقة سينما غادرتنا منذ زمن، لكن أفلامها المبدعة لاتزال أيقونات كلما شاهدناها تؤثر بنا.
اليوم مع دخول كل هذه التقنيات، ومع أن دخولها لم يكن فجائياً، إنما حالياً نتلمس الابهار، لأننا نتابع تطوراً من نوع مختلف، بعد أن اختلفت نوعية الشاشات التي تصل إلينا، من ثنائية الأبعاد، إلى ثلاثية الأبعاد، 4kK, 8k, oled….
بالطبع لو أننا جمعنا كل التقنيات المذهلة ووضعناها في فيلم، إن لم تكن أوراقه لامعة، إن لم يمتلك نصاً يوازي الإبهار البصري، كما فعل «آفاتار» مثلاً، فإننا لن نتمكن من دخول المشهدية السينمائية، والخروج منها، بطريقة تجعلنا نشعر في كل مرة نذهب ونعود، أن شيئاً ما تبدل فينا…كأننا هنا نردد قول الفيلسوف جيل دولوز «الصورة السينمائية هي نفسها تتحرك نحو الفكر ولا تحتاج إلى أن يتحرّك الفكر نحوها».
العدد 1108 – 23- 8-2022