الملحق الثقافي – ديب علي حسن:
لست من الذين عاشوا ازدهار السينما كحالة حضور في صالات العرض التي كانت تنتشر في كل المدن السورية.
وعدم الحضور اجتماعي ومادي بحت، فأبناء الريف لم تكن بينهم وبين المدينة وشائج تفاعل حقيقي ..
البعد والحالة المادية، وغير ذلك من الأسباب الأخرى..
وما إن تم الصلح الاجتماعي، أو التفاعل العملي بينهما حتى كانت السينما تلفظ عندنا أنفاسها الأخيرة أيضاً بفعل أسباب مادية واجتماعية، وفيما بعد تقنية مع قفزات التكنولوجيا والبث الفضائي الذي نقل الأفلام إلينا حيث نحن ..في البيت أو المقهى أو المتجر..
واليوم ونحن في السيارة أو غيرها الأمر الذي جعل صالات العرض خاوية على عروشها.
ولايمكن الحديث عن صناعة سينما كبيرة في الوطن العربي إلا إذا كنا نتحدث عن مصر ..وأظن حتى في مصر تراجعت قليلاً..
التكاليف الضخمة وحلول وسائل الفرجة السهلة محلها…صورة الرفاهية التي تأتيك وأنت في فراشك ..
ومع ذلك كله، السينما صناعة إبداعية، لايمكن أن تلفظ أنفاسها وإن فقدت مكان العرض الجميل الصالات ..
في الحديث عن السينما السورية الكثير مما يقوله المتابعون وذوو الاهتمام ..ومن المعروف أن معظم الإنتاج السوري إن لم نقل كله تتولاه المؤسسة العامة للسينما التي يشهد لها أنها تركت ومازالت بصمة في الصناعة الإبداعية..
لن نبكي السينما ولا التلفاز، ولا غيرهما، فهذه سنة التطور التقني، والحضاري، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على ألوان الإبداع كلها ..يبدل يغير يوجه يضيف يعدل لكنه غير قادر على الإلغاء أبداً.
العدد 1108 – 23- 8-2022