الثورة – غصون سليمان:
مفاتيح اللعب كثيرة، ومن يجيد لعبة الوقت واستثمارها في الطفولة يحقق نجاحاً في الأسلوب والهدف.
الكابتن بسام جوهر المتخصص في الطب الرياضي وعلم نفس الطفل والبرمجة اللغوية العصبية، والمدرب لكرة القدم والإعداد البدني في النادي الصيفي العمالي، يعتبر في حديث معه أن التدريب رساله، والمدرب هو بالأساس مرب قبل أن يكون مدرباً حيث يسعى إلى تحفيز واكتشاف الطاقه عند هؤلاء الأطفال واليافعين، فهم الأمل الذي نرنو إليه، وبالتالي دور المدرب وهو مساندتهم ودعمهم لإيصالهم إلى أعلى المراتب، هذا الجيل برأيه هو الذي يعول عليه عملية النهوض بعد حرب العدوانيه القاسيه.
فإذا كنا نحن كمدربين أو القائمين على التأهيل والتدريب نستوعب هذا الأمر فإن التعب أمام هؤلاء لاشك سوف يزول بعد ما نكون قد أثَّرنا إيجاباً في نفوس هؤلاء الأطفال الصغار بالمحبة، واختيار الأسلوب المناسب فما يُقَّدم بالنادي الصيفي العمالي من أمور نظريه تحفيزيه يحتاج من الطفل نفسه جهداً ذاتياً كي يستفيد أكثر.
* تفاعل وتجاوب..
وحول الفريق الذي يدربه من أبناء العمال في النادي أشار جوهر إلى التجاوب المثمر من قبل هؤلاء من خلال اسئلتهم ورغبتهم بالعمل ومحاورتهم ومشاورتهم بالاقتراحات، وماذا يجب أن نساهم سوية بتجهيز الصالات والمستودعات، مؤكداً أن الاهتمام بأبناء العمال واجب أخلاقي ووطني فآباؤهم وأمهاتهم يعملون بمختلف المؤسسات، ويرفدون القطاعات بإنتاجهم وتعبهم، ما يتوجب علينا الاهتمام بأبنائهم من خلال دعم ورعاية اتحاد عمال دمشق والاتحاد العام لنقابات العمال.
وفيما يخص عمله في الطب الرياضي والبرمجة اللغوية العصبية وعلم نفس في اكتشاف المواهب يقول جوهر: إنه لايتم رفض أي طلب على عكس النوادي الأخرى، ومعاييرنا أنه لدينا أكثر من لعبة رياضية وبالتالي من الخطأ أن يُقيم الأهل اذا كان ابنهم وطفلهم غير ناجح في لعبه على سبيل المثال أن يقال له أنت غير قادر، أنت غير صالح على استيعاب هذه اللعبة فربما يكون لديه قدرة ورغبة ومهارة في لعبة أخرى ،وهذا ما نشهده كثيراً في تدريباتنا.
وبيَّن جوهر أن لعبة الكبادي تجمع لعبتي المصارعة وكرة القدم و إذا كان هناك لاعبون غير متمكنين فيها غير أنهم يحرزون تقدماً بكرة الطائره، وذكر على سبيل المثال كيف أخذ فريقاً ليس له علاقه بألعاب القوى ومع ذلك نال تسع ميداليات في أول مشاركة لنادي العمال بألعاب القوى إلى جانب اكتشاف مجموعة ممن لديهم القدرة للفوز بهذه اللعبة، فالأهل هم الأساس في توجيه أبنائهم ومراعاة رغباتهم التي يجب تقديرها واعتماد ما يناسب عن طريق التجريب حيث يجد نفسه بما يحب.
وحول تجربته في دار الأيتام والإسعاف الخيري كونه متطوعاً بتدريب الرياضه معهم ذكر أنه لطالما الأيتام مقيمون في الدار دائماً فقد يتعرض الطفل إلى الضغط النفسي، فكان العمل معهم بمثابة فسحة، حتى بات ينتظر هؤلاء هذه الفسحة من اللعب للترويح عن النفس إلى جانب الفائده، حيث لم تكن الساعه أو الساعتين تكفي لكن نضطر للبقاء ما يقارب أكثر من سبع ساعات لتسلية هؤلاء على عكس من هم خارج الدار ومن لديه القدرة على التسجيل في النوادي.
ما يقوم به الكابتن جوهر يعتبره واجباً تجاه بناة الأجيال أكان يتيما أو غير ذلك فقدرهم أن يكونوا هنا، حيث يخضعون لنظام دقيق ومنضبط من ناحية الحراسة والرياضه، مؤكداً أن الخبره متبادله والموضوع المعنوي أهم بكثير من الأشياء الأخرى، حتى بات المشرف في الدار إذا ما أراد معاقبه أي ولد فإنه يحرمه من درس الرياضه ما يسبب لهم الدافع والحافز على أن يحرصون على الاجتهاد والانضباط كما أي ماده دراسية يأخذونها.
وبرأي جوهر أن مقوله الرياضه لا تطعم خبزاً لم تعد صائبة، فالبطل اليوم حين يتفوق يستطيع أن يساعد أهله ومن يحيط به.
* الرياضة دواء..
وينصح المدرب جوهر بأن يلجأ الأهالي إلى اعتماد أسلوب الرياضه لأولادهم عندما يكون لديهم فرط نشاط، ونسميها بالعرف العام “شقاوة” فهي التي تفرغ ما في داخله من ضغوطات وتلبي رغبات وأمنيات يفضلون ممارستها، وألاٌ يذهبون إلى موضوع العقاب، خاصه وأن الرياضه بمرحله المراهقه هي الأهم بعدما أثبتت أنها تبعد الكثير من المشكلات والضغوطات، فهي أنجع دواء برأي الخبراء والاختصاصات النفسيين،تختصر العديد من السلبيات داخل الأسرة والمجتمع ، متمنياً العودة إلى رياضه أيام زمان وكيف كانت مفعلة بالمدارس وتخرج أبطالاً ولذلك يجب تفعيل الرياضه المدرسية اليوم أكثر من أي وقت مضى.. وهذا أمر مهم جداً باعتباره يخفف أعباء وضغوطات عن الأبناء والأهالي وحتى المجتمع، فلا مانع أن يكون لدينا ناد باسم نادي التربية، مذكراً في هذا السياق كيف أنه في العام 2008 طلب من نادي المحافظة مركزاً لتدريب كرة القدم ،حيث قدم المشرف الرياضي بالمحافظة والسرعة القصوى كل ما يحتاجه من أجهزه ومستلزمات وطابات كي يخرِّج لاعبين هواة المحترفين بهذه اللعبة وغيرها.
* الإعداد البدني هو الأساس..
وعن أهميه الإعداد البدني وصفه المدرب بالمرحلة التحضيرية المهمة جداً للجسم ممن هم تحت سبع سنوات لأن الأنشطه التنافسيه من مسابقات وغيرها تحرق الطاقة وتنشط الذاكرة، و على المدرب أن يكون قدوة بالنشاط والاستعداد وتغيير بعض السلوكيات عن طريق الرياضة.و أوضح جوهر أنه حين كان يسأله الصغار عن سبب قوته ومهاراته كان يجيبهم أنه يحب طبخ أم ، فطبخ الأمهات مفيد جداً.وحسب تأكيده أنه خفف من تناول الاندومي وحتى الكولا والمياه الغازيه إلى حد كبير بين المجموعات التي يدربها، لكن يبقى الأهم حسب رأيه هو أن نقترب وننزل إلى مستوى عمر الطفل بحيث نلعب معهم.* الاستمرار بالأنشطة..
وبعد الانتهاء من هذا النشاط الصيفي لأبناء العمال سيستمر فريق التدريب بالعمل مع هؤلاء الأبناء ومع المواهب المكتشفه بغية التنسيق مع التربيه والمدارس لتخصيص الألعاب لهم.
بعد أن مارس أبناء العمال في النادي معظم الألعاب، ولكن لكي يصبحوا أبطالاً يجب تدريب كل شخص باللعبه التي أحبها وأجاد بها.
منوهاً بأن عدرا العماليه قريباً سوف تدخل مضمار العمل وهناك داتا كبيره لألعاب أطفال العمال.
فنادى العمال لديه كل المنتخبات ويضم اليوم ٢٠٠ طفل، وفي عدرا العماليه ٤٠٠ طفل وهؤلاء جميعهم نواة نادي العمال التي نفخر بقدراتهم جميعا.