العلاقات السورية الروسية تتمتع بتاريخ طويل من التعاون القائم على الاحترام المتبادل وخدمة مصالح البلدين وقد ازدهرت هذه العلاقات في عهد القائد المؤسس حافظ الأسد، حيث تم توقيع معاهدة صداقة وتعاون وتعمقت هذه العلاقات أكثر وأكثر ولاسيما خلال زيارة السيد الرئيس بشار الأسد في عام 2005 الى موسكو، حيث تم توقيع اتفاقيات شملت أكثر من مئة مشروع في جميع المجالات التي تخدم الشعبين الصديقين.
وتأتي زيارة وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد إلى موسكو في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة والعالم لتؤكد عمق واستراتيجية العلاقات الروسية السورية والتنسيق بين الجانبين في جميع القضايا المشتركة ولاسيما محاربة الإرهاب والتصدي للمشاريع الاستعمارية والمخططات الغربية التي تستهدف الدول التي تقف في وجه الهيمنة الأميركية على العالم وعلى وجه الخصوص محاربة المتطرفين والنازيين الجدد الذين تستخدمهم المخابرات الأميركية والغربية في عدوانها على الشعوب التي لاتخضع الى هيمنتها.
الوزير المقداد قال في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: ناقشنا التنسيق السياسي بين البلدين على المستويات كافة ونحن دائماً على خط واحد مع الأصدقاء الروس ونرى أنه من الضروري استمرار هذا التنسيق الوثيق لأننا نمثل قضايا عالمية عادلة في عالم اليوم الذي يسوده النفاق والصلف الغربي في تحدٍّ لإرادة البشرية في الحرية والاستقلال، وإن المباحثات تركزت أيضاً على الدعم الذي تقدمه روسيا لسورية في المجالات كافة رغم الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الغرب على البلدين وفي مواجهة التنظيمات الإرهابية المدعومة من بعض الدول التي لا تجد حرجاً في إعلان دعمها لهذه التنظيمات، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على المستويات الاستراتيجية التي وصل اليها البلدان الصديقان على جميع الصعد.
لقد كان للقيادة الروسية دور بارز في إفشال مخططات الدول الاستعمارية من خلال استخدام الفيتو في مجلس الأمن، حيث استغلت الدول الاستعمارية هيمنتها وحاولت إصدار قرارات تشرعن تدخلها بشؤون سورية الداخلية لكنها فشلت في ذلك نتيجة الموقف الروسي وكذلك كانت روسيا خلال السنوات الماضية شريكة في محاربة التنظيمات الإرهابية ولجم بعض الدول من الإمعان في عدوانها على الأراضي السورية ولذلك فالشعب السوري يقدر الموقف الروسي ويتمنى لهذه العلاقات الاستراتيجية المزيد من التقدم وبما يعبر عن إرادة ومصالح الشعبين السوري والروسي.