التدخل في شؤون مالي.. وعقلية الهيمنة الفرنسية

الثورة- عبد الحميد غانم:
رغم التطور الإنساني والتقني الذي يلف العالم، وارتقاء العقل البشري إلى مستوى النضوج ونبذ الأفكار القديمة التي لم تعد تلائم أجواء التحرر والانفتاح والتفاهم الحضاري، لاتزال حكومات وأنظمة دول تعتبر نفسها متقدمة تتعامل بذهنية العالم القديم وتعتبر نفسها أنها الأفضل ويحق لها الوصاية على دول العالم الثالث مثل فرنسا ودول الغرب الأوروبي الأخرى التي تواصل سياسات الهيمنة والتدخل بالشؤون الداخلية للدول، وكأنها هيئات وصائية لاتزال تعتبر نفسها بأنها الوصية، ويحق لها أن تتدخل بما يحقق مصالحها.
الغريب في الأمر أن هذه الدول لاتزال وفق الذهنية السابقة التي أكل عليها الدهر وشرب، تعتبر نفسها أنها وفق منظورها الاستعماري يحق لها التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودون أن يطلب منها ذلك من قبل تلك الدول أو من قبل الهيئات الدولية.
فترى أنها صاحبة الحق ومسؤولة عن مجمل التحولات الداخلية للدول رغم عدم شرعية ذلك دوليا، وتقدم تبريرات لم تعد مقبولة من أي أحد حتى من قبل شعوبها، ولم تعد صالحة اليوم ولم يعد أحد يستسيغها بأي حال.. فأي شعب أو أمة أو دولة أصبحت مسؤولة عن نفسها ولها حقها السيادي في اختيار الطريق والمصير المناسب لشعبها وظروفها بعيدا عن التدخلات الخارجية أو هيئات وصائية.
سياسة التدخل السافر في شؤون الدول الأخرى ثبت فشلها في الأمس، وعانت البشرية عامة الويلات من تلك الممارسات الانفرادية وسياسات الهيمنة والتسلط.
فالتصعيد غير المسبوق وسياسة الاستفزاز التي تمارسها فرنسا ضد جمهورية مالي والتي تمثلت مؤخراً بالانتهاكات المتكررة للمجال الجوي المالي من قبل القوات الفرنسية، تعد أحد أشكال تلك العقلية الاستعمارية للتدخل غير الشرعي في الشؤون الداخلية للدول في منطقتنا والعالم.
وهذه الممارسات غير المسؤولة تشكل انتهاكات صارخة تهدد السلم والأمن في القارة الإفريقية إضافة إلى السلم والأمن الدوليين، وأن هذه الأعمال الإجرامية محاولة من قبل قوى الاستعمار القديم والجديد لإعادة فرض هيمنة فرنسا وسيطرتها.
وطالبت سورية وفق بيان وزارة الخارجية والمغتربين، مجلس الأمن الدولي بتولي مسؤولياته لإجبار فرنسا على وقف انتهاكاتها الخطيرة واحترام سيادة مالي ووحدة أراضيها واستقلالها، مؤكدة دعمها الكامل لجمهورية مالي قيادة وشعباً في التصدي لمحاولات التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، وتقف معها صفاً واحداً في مواجهة هذه السياسات الفرنسية العدوانية.
بات العالم اليوم أقرب إلى الانفتاح والتحرر من الأفكار الفردية الوصائية والنازية والهيمنة والاستعمار للتخلص من كوارثها، إذ مازالت البشرية تعاني من ويلاتها، فهل تتعظ فرنسا وغيرها من دول الهيمنة من دروس الماضي وكوارثه؟.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة