الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، فما بالنا حين يتعلق الأمر بصحة أطفالنا، حينها علينا أن نبذل الغالي والثمين لنجعلهم في أتم صحة وعافية، لأن العقل السليم في الجسم السليم.
صحة أطفالنا نعمة عظيمة، لذا وجب علينا الحفاظ عليها، لأن من فَقَدَ الصحة، فَقَدَ الراحة.. ومن هنا جاء القول المأثور الذي افتتحنا به هذه السطور: “الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لايراه إلا المرضى”.
ولا يعلم قيمة ذلك التاج ولا يراه إلا المحروم منه، ونعمة كبيرة لا يدركها إلا من افتقدها، والمرض هزيمة للنفس والجسد معاً، فلنحافظ على صحتنا وصحة أطفالنا بكل السبل والطرق والعناية والحيطة والحذر، ففيها تكمن مفاتيح سعادتنا وسعادة أبنائنا، لأن الفرد ذا الصحة الجيدة يستمتع بحياته في كل الأوقات، كما أنه مُنْتِج يقوم بواجباته على أكمل وجه، حتى يصل لدرجة الإبداع والكمال، عكس الفرد المريض الذي يكون غالباً عبئاً على المجتمع، فـ ”العقل السليم في الجسم السليم”.
والنعم التي حبانا الله إياها لا تعد ولا تحصى وكل ما حولنا يدل عما نقوله، وأهمها الصحة والعافية، وعلينا أولاً أن نبعد أبنائنا عن السهر المضني، فالسهر يجعلهم لا يستطيعون متابعة عملهم الصباحي بهمة ونشاط، ويتعب البصر.
وكلما أفرط أطفالنا في تناول الطعام دونما حساب فقدنا صمام الأمان لصحتهم، وسلامة حواسهم، فالمعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء، والشره في تناول الطعام والشراب يقودنا إلى التخمة التي وبالها خطير على الجميع، ومن أجمل ما قيل: “من أكل كثيراً نام كثيراً ومن نام كثيراً فاته خير كثير”.
الاهتمام بصحة أطفالنا يعادل زرع القيم والمثل العليا في قلوبهم وعقولهم ومتابعة سلوكهم ليكونوا مداميك في بناء وطنهم، ولنحافظ عليها كما نحافظ على نعمة الماء والترشيد فيها ومعرفة قيمتها، ولنعلمهم النظافة كما نعلمهم الصدق والأمانة كي يعيشوا حياة سعيدة ورغيدة، فصحتهم كنز ثمين لا يقدر بثمن.
جمال الشيخ بكري