اقتصاديات المقايضة

 

رغم اعتماد النقود والعملات كأساس في العمليات التجارية والتبادل السلعي بين مختلف الحلقات التجارية وفي عمليات الاستيراد والتصدير وغيرها.. فإن هذا لا يعني أن واحداً من أهم الأنماط التي كانت معتمدة سابقاً قد بطل مفعوله أو لم يعد قادراً على تلبية احتياجات الأفراد وحتى المجتمعات..

ونتحدث هنا عن المقايضة كأهم آلية من آليات البيع والشراء سابقاً حتى بوجود النقد والعملات كان هناك من يتعامل بالمقايضة في الأرياف البعيدة، وما زلنا نذكر أحاديث الجدات يوم كن يحملن معهن البيض إلى البائع ليشتروا احتياجاتهم وكان هذا الأمر متعارفاً عليه ومعتمداً في تلك الأرياف بالنظر إلى أن البائع يمكنه أن يعاود بيع ما قايض به من مواد لأفراد آخرين ويحصل على العملة النقدية..

هي شكل من أشكال الحلول المحلية التي ساهمت إلى حد بعيد في تلبية احتياجات المجتمعات حيث ان كثيراً من الأسر كانت تعتمد على الزراعة وتربية المواشي والدواجن، وكانت تقايض به لتشري الكاز أو الصابون أو ربما احتياجات ومستلزمات لا يمكن تأمينها إلا من عند الباعة الجوالين منهم أو أصحاب المحال على بساطتها تلك الأيام..

وبالنظر إلى الصعوبات التي يواجهها اقتصادنا الوطني الناتجة عن تداعيات الحرب العدوانية والحصار والعقوبات الاقتصادية الجائرة من قبل دول العدوان، فقد يكون استعارة هذه الفكرة (المقايضة) وتوظيفها في مجال الاستيراد والتصدير والتبادل السلعي مع الأسواق الخارجية فرصة للتخفيف من حجم الطلب على القطع الأجنبي في عمليات الاستيراد ومن جهة ثانية فإن هذا يؤمن تصريف منتجاتنا الزراعية، وبالمقابل نستورد ما نحتاجه من سلع وبضائع ومنتجات من الأسواق الخارجية.

قد لا يقتنع البعض بأن مثل هذا الأمر يمكن أن يكون له أثر على النشاط الاقتصادي ككل، ولكن في الحقيقة إن خطوات بهذا الاتجاه يمكن السعي نحوها والبدء بالتجربة مع بعض الأسواق التي قد ترحب بهذه الفكرة وتدعمها لكونها لا تستدعي تحويلات نقدية وعملات وبنوك وإشعارات وغيرها، فهي تستقبل بضائع وتصدر مقابلها بضائع، ويحصل الجانبان على العملة النقدية من خلال طرح المنتجات المستوردة (مقايضة) في أسواقه المحلية وبيعها للمستهلك المحلي.

الفكرة قابلة للتطبيق العملي في حال توافرت الرغبة والإرادة والتوافق بين طرفي العملية التجارية والأمر متاح للتوسع بحيث يشمل إضافة للمنتجات الزراعية، غيرها من المنتجات الصناعية كالألبسة والأحذية والجلديات بأنواعها، وبعض التجهيزات الهندسية والكهربائية..

واقع الاقتصاد اليوم وحجم الصعوبات والمعوقات المرتبطة بالتأمين والشحن والتحويلات البنكية وتأمين القطع وغيرها يستدعي منا البحث عن حلول بسيطة وأكثر ملائمة لتجنب تلك الصعوبات وضمان استمرار تدفق السلع والاحتياجات لأسواقنا المحلية، وتأمين مصادر تصريف لمنتجاتنا أيضاً في الأسواق الخارجية..

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة