تتناقل الوقائع أنه عندما تم تفكيك الاتحاد السوفييتي, خاطب أحد مستشاري غورباتشوف مستشاراً أميركياً قائلاً له: لقد حرمناكم من أشد أسلحتكم فتكاً, حرمناكم وجود عدو..
بغض النظر عن مدى سذاجة المستشار السوفييتي السابق, فإن السلاح الأكثر فتكاً في الولايات المتحدة والذي لايريد أباطرة البيت الأبيض أن يفل أو أن يصدأ هو العدو, لابد من وجود عدو مهما كلف الأمر, يجب تجييش الشعب الأميركي نحو عدو ما, لأسباب كثيرة تعمل عليها الإدارات الأميركية التي تنفذ مخططات واستراتجيات شركات السلاح التي يجب ألا تتوقف, عليها أن تنتج وتبيع وتصدر, لا يهم من المشتري, ولا يهم أيضاً من الضحية, المهم أن تصب الموارد في حسابات تجار السلاح.
لم يتغير شيء منذ أن انهار الاتحاد السوفييتي, وكان المستشار ساذجاً لأنه لايعرف أن الطبيعة العدوانية التي قامت عليها الولايات المتحدة لايمكن أن تتبدل, وإذا ما حدث ذلك فإنه يعني اضمحلال التجييش وبالتالي عدم القدرة على سوق الشعب الأميركي إلى حيث يريدون.
واشنطن أعلنت منذ ايام أنها شكلت لجاناً لتسريع تسليم صفقات السلاح للدول التي سوف تذهب إليها (تايوان, أوكرانيا) أي المناطق التي يمكن من خلالها لواشنطن أن تضرم النار أكثر وتعمل على تجييش الرأي العام باسم الحريات والديمقراطية وما في قاموس الاستهلاك السياسي من مصطلحات مخاتلة.
واشنطن تشعل نار الحرب النهائية في العالم, فمن غير المعقول أن تصمت وتسكت الدول التي تأتي القوة الغاشمة الأميركية لتحاصرها بكل شيء, والسؤال الملح: هل ستخرج واشنطن بغير رماد نار ستحرق العالم كله..؟.