رنا عثمان في معرضها الأول .. واقعية بنفحة انطباعية وتعبيرية..

الثورة_أديب مخزوم:
استمدت الفنانة التشكيلية الشابة رنا عثمان، مواضيع لوحاتها، التي عرضتها في قاعة منتجع أفاميا، من المواضيع الإنسانية والوجوه ( ومن ضمنها لوحات العازفات والعازفين)، كما ترسم حركة الناس والسيارات في الشوارع والمرأة والحصان، وغير ها، إلى جانب بعض لوحاتها الواقعية ( بورتريهات ) المنجزة بدقة متناهية أو بواقعية قصوى أو مفرطة، والتي بدت فيها أكثر اتجاهاً نحو الواقعية الفوتوغرافية، أي إنها سعت من خلال بورتريهاتها السابقة والجديدة لمنافسة معطيات الصورة الضوئية، وهذا ما يسمى في الغرب بالفن الجماهيري ” بوب آرت ” ، ولقد حمل معرضها عنوان ( جمر الفضي ) كإشارة إلى أن الأثر النفسي ( المتدرج بين الفرح والحزن والمرتبط بتوترات وتقلبات الواقع الخارجي ) قد يستمر فترة طويلة، ولهذا لابد أن يترك أثره على قماش اللوحة، ولقد قدمت ( 44 لوحة ـ مائيات وزيتيات ) متوسطة وكبيرة في قياساتها ( يصل طولها أحياناً حدود المترين للوحة الواحدة ).

والمعرض يحمل ثمرة وخلاصة عملها في الرسم ( المتدرج من الواقعية إلى العفوية التعبيرية الحاملة مسحة إنطباعية مقروءة في تركيزها على التقاط بؤر الضوء )، وبذلك تبرز قدرتها على تخطي أفقية الامتداد التصويري الواقعي التسجيلي، الذي تعود إليه بين الحين والآخر، وهذا يعني أنها قادرة على إضفاء الملامح الذاتية والايقاعات اللونية واظهارها كأنغام او كألحان بصرية مقروءة بالعين في مساحة السطح التصويري .
وتشكل الوجوه والمشاهد الإنسانية في معرضها مدخلاً لاقتناص الغنائية اللونية والذهاب أبعد من الإشارات أو المظاهر الخارجية ، وبالتالي الوصول إلى الصياغة الفنية في اتجاهاتها العفوية المرتبطة بتقلبات الأحاسيس والمشاعر التي تحمل تأثيرات الواقع والتي تستمر طويلاُ ، وقد لا يزول أثرها النفسي .
وهي حين تجسد العناصر الإنسانية والمشاهد الواقعية في مظاهرها الخارجية، فإنها تتجاوز إشكالية القطيعة القائمة بين الفن التشكيلي والجمهور، وفي هذا السياق يمكن القول أنها تتفاعل مع المشاهد، بصياغة تصويرية مفهومة من الناس جميعاً، من مختلف الأعمار والشرائح والمستويات العلمية والثقافية ، على الرغم من اتجاهها أحياناً من العفوية اللونية والرسم ضمن القواعد المتبعة في المحترفات الواقعية .
وهكذا توازن بين جمالية البقاء عند ضفاف الواقعية، المبنية على قواعد وأسس رصينة، وتضفي على بعض لوحاتها شيئاً من العفوية الملطفة، فهي لا تزال ترسم بقواعد واقعية، وترصد عناصر المشهد بعقلانية مركزة، مع إضفاء بعض اللمسات الضوئية في الخلفيات، وكل ذلك يحقق عناصر وأهداف اللوحة الواقعية الحديثة ، أو الواقعية الانطباعية التي تجسدها بحب وعشق متواصل .
واللوحة الواقعية التي تقدمها، تحمل فسحة رومانسية قادرة على إغراء المشاهدين . حيث نجدها تبحث عن شاعرية في التعبير ، وشاعرية في المكان ، وشاعرية في الوجوه ، بالإضافة إلى شاعرية المشهد الذي يتوازى مع الطرب الإيقاعي البصري المقروء في لوحات العازفين على آلات موسيقية ( حتى إنها تجسد في بعض لوحاتها الكبيرة أوركسترا كاملة مع المايسترو ) . وفي إطار هذه الشاعرية البصرية ، تعمل على تقديم توليفتها الفنية الجمالية، وهذا ما يجعلها ساعية إلى التقاط إيقاعات الضوء المتدرج نحو العتمة، بحيث تتحول لوحاتها إلى ايقاعات بصرية وحركات إيقاعية في آن واحد .
وهذا يعني أنها تبتعد في بعض لوحاتها عن الأسلوب التصويري الذي يجمد الحركة ، وتبرز إيقاعات الأشكال المضيئة داخل لونية خافتة أو معتمة . وحين نقول أنها تضفي على لوحاتها شيئاً من الانطباعية عبر لمساتها اللونية المشبعة بالأضواء المتبدلة، يكون في حسابنا أنها ليست انطباعية، بالمعنى النقي للكلمة، فهي لا تزال ترسم بقواعد أكاديمية، وترصد عناصر المشهد بمنهج واقعي وتعبيري حديث في أغلب لوحاتها وجدارياتها، فاللون أصبح يتخذ في بعض لوحاتها طابعاً غنائياً، من ناحية الرسم بلمسات عفوية ، متتابعة ومتلاحقة ومتجاورة تتلاءم مع أجواء اللوحة الحديثة.
هكذا وبعد أن قدمت بورتريهات بواقعية مفرطة أو قصوى أعلنت عن رغبتها في تجاوز الدقة وإضفاء المزيد من العفوية والاختصار والغنائية اللونية، وللكشف عن جماليات اللوحة الحديثة . رغم أنها لاتزال تتنقل من أقصى حالات الدقة الواقعية، إلى حالات العفوية الانطباعية والتعبيرية .

آخر الأخبار
"تربية حلب" ترحب بقرار دمج معلمي الشمال في ملاكها شراكة في قيم المواطنة والسلام.. لقاء يجمع وزير الطوارئ وبطريرك السريان الأرثوذكس الاستثمار في البيانات أحد أعمدة التنمية معاون وزير الداخلية يبحث تأمين مقارّ جديدة للشؤون المدنية بدرعا انطلاق "مؤتمر  صناعة الإسمنت والمجبول البيتوني في سوريا 2025" محافظ دمشق: لا صلاحيات للمحافظة بإلغاء المرسوم 66 الملتقى الاقتصادي السوري - النمساوي - الألماني 2025.. يفتح باب الفرص الاستثمارية  تعزيز الصحة النفسية ضرورة  حياتية بعد الأزمات   "ملتقى تحليل البيانات".. لغة المستقبل تصنع القرار يوم توعوي للكشف المبكر عن سرطان الثدي في مستشفى حلب الجامعي أدوية ومستهلكات طبية لمستشفى الميادين الوطني  معمل إسمنت بسعة مليون طن يوفر 550 فرصة عمل  "التربية والتعليم" تطلق عملية دمج معلمي الشمال بملاك "تربية حلب"   مونديال الناشئات.. انتصارات عريضة لإسبانيا وكندا واليابان العويس: تنظيم العمل الهندسي أساس نجاح الاستثمار في مرحلة الإعمار  التحليل المالي في المصارف الإسلامية بين الأرقام والمقاصد تعاون سوري – سعودي لتطوير السكك الحديدية وتعزيز النقل المشترك شراكات استراتيجية تدعم التخطيط الحضري في دمشق تسهيل الاستثمار في سوريا بين التحديات الحكومية والمنصات الرقمية مواجهات أميركا مع الصين وروسيا إلى أين؟