أثمان التبعية

تدل مجريات الأحداث على الساحة الدولية، أن أوروبا تدفع أثماناً باهظة بسبب رهن قرارها وسيادتها للولايات المتحدة، التي تبحث في النهاية عن مصالحها الخاصة، حتى لو ألزمها الأمر بالتضحية بأمن ومصالح شركائها وأتباعها في القارة العجوز، ويأتي اعتراف مفوض الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن المواطنين الأوروبيين سئموا من العقوبات المفروضة على روسيا التي أرهقتهم، ليشير إلى مدى عناد السياسيين الأوروبيين بمواصلة التشبث بحبل التبعية والارتهان للقرار الأميركي.

بوريل دعا دول الاتحاد الأوروبي للتحلي “بالصبر الاستراتيجي”!، من دون أن يدرك بأن هذا الصبر سرعان ما بدأ بالنفاد لدى المواطنين الأوروبيين، وهم على وشك القيام بتحرك جماعي ضد سياسة حكوماتهم، الأمر الذي ينذر بتفجير الاضطرابات الاجتماعية في كل أنحاء أوروبا، وربما تكون الاحتجاجات التي اجتاحت عدة مدن ألمانية رفضاً لتوريد الأسلحة لأوكرانيا، وللمطالبة برفع العقوبات عن روسيا، بداية الطريق لزعزعة الاستقرار في أوروبا بأكملها.

الارتهان الأوروبي المفرط للقرار الأميركي، وضع أوروبا اليوم بحالة هيستيرية، مع بدء دخول منطقة اليورو مرحلة الركود شبه المؤكد، بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، إذ أن كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومات الأوروبية في الآونة الأخيرة لمعالجة ارتفاع تكاليف الطاقة والتضخم لم تجد نفعاً، في ظل تزايد القلق المتنامي بأن تشهد أسعار الطاقة مزيداً من الارتفاع في المرحلة القادمة، والسبب في ذلك يعود بالدرجة الأولى للسياسات الأوروبية الخاطئة تجاه روسيا.

روسيا لم تشكل يوماً مشكلة بالنسبة لأوروبا، وإنما مشكلة القارة العجوز تكمن في عدم استقلالية قرارها، وهذا يقودها نحو الغرق أكثر في مستنقع العجز والإفلاس “السياسي والاقتصادي والعسكري”، والمستفيد من كل ذلك هو الولايات المتحدة، إذ هي تحرض أتباعها الأوروبيين على فرض المزيد من العقوبات، وعلى مقاطعة الغاز الروسي بهدف زيادة منسوب الضغط على موسكو للحصول منها على تنازلات في ملفات دولية كثيرة، ولكن الارتدادات العكسية تصيب الأوروبيين في مقتل، وواشنطن تريد أيضا إجبار الدول الأوروبية على استجرار الطاقة من أسواقها بأسعار مرتفعة تفوق بأضعاف ما تدفعه أوروبا لروسيا، ولا ريب بأن أوروبا المرتهنة ستلجأ في نهاية المطاف للخيار الأميركي بحكم خضوعها الكامل للمشيئة الأميركية، وهذا سيكون انتحاراً آخر، سيدفع المواطنون الأوروبيون ثمنه باهظاً.

آخر الأخبار
رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات تأهيل مدرسة "يحيى الغنطاوي" في حي بابا عمرو أهال من جبلة لـ"الثورة": افتتاح المجمع الحكومي عودة مبشرة لشريان الخدمات فتح باب الاكتتاب على مقاسم جديدة في حسياء الصناعية  تعزيز مهارات الفرق الطبية في حمص "اقتصاد سوريا الأزرق" ..  مقدرات وفرص خام تقدم نفسها وتفرض التحول في الذهنية  النباتات البحرية "الطحالب".. ثروة منسية واقتصاد خارج الاستثمار ألمانيا: اتصالات مع دمشق لإعادة مجرمي  الحرب أيام النظام المخلوع  "اقتصاد سوريا الأزرق" .. مقدرات وفرص خام تقدم نفسها وتفرض التحول في الذهنية تسديد المتأخرات إنجاز يمهد الطريق نحو المؤسسات الدولية اليابان.. على مسار الدعم الدولي لإعادة تعافي سوريا