مع انتشار المدارس الخاصة، ينتشر بين بعض الأهل أفكاراً تشجعهم على تسجيل صغارهم فيها، رغم تكلفتها العالية التي قد تفوق قدرتهم، فتراهم يعيشون في سباق يومي لتأمين القسط ربما على حساب احتياجات قد تكون مهمة للأسرة.
من بين تلك الأفكار، النظافة، أي أن المدرسة الخاصة أنظف من الحكومية، سواء في الباحة أو في الصفوف والحمامات، فيلجأ الآباء والأمهات خوفاً على صحة صغارهم إلى تسجيلهم في المدرسة الخاصة طلباً للنظافة والصحة، لأن التلميذات الصغيرات في حال غياب نظافة الحمامات يبقين عرضة للأمراض.
ثمة تعاون بين الأهل والمدرسة الحكومية، يمكن أن يحلّ هذه المشكلة، على أن تيسر وزارة التربية ذلك عن طريق الصحة المدرسية، وهي أن يدفع الأهل اشتراكاً شهرياً لصندوق النظافة، يكون هذا الصندوق لتمويل موظفة أو موظف يقوم بتنظيف الحمامات وتقيمها بشكل دوري، بمراقبة كلّ من الإدارة والأهالي.
إن تعاوناً كهذا يشجع على التمسك بالمدرسة الحكومية، التي قدمت على مدى السنوات الماضية خدمات تعليمية لا يمكن إنكارها ولا التقليل من أهميتها، وهي حتى اليوم يتخرج منها المتفوقون والمتفوقات، لكن قد يكون غياب عامل واحد كعامل النظافة أحد أسباب التردد في تسجيل الأبناء فيها.
هذا التعاون يمكن أن يمتد لأنشطة أخرى، ترجع بالفائدة على الطلاب ومدرستهم، كان يخصص صندوقاً للأنشطة اللاصفية، التي تنمي شخصية الطالب والطالبة، وتزيد من تحصيلهم المعرفي، ويتم ذلك كله ضمن معايير قابلة للقياس من قبل الأهل والتربية.
تحتاج مدارسنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى تعاون الجميع خاصة الأهل والإدارة، لتفادي الكثير من التراجع، بل على العكس للنهوض بالمدرسة أيضاً.