الثورة -رشا سلوم:
إذا كانت الهوية هي ما يميز الإنسان عن غيره فإن الثقافة جوهر الهوية ولونها ونسغها وهي التي تميز الإنسان عن غيره ومن غيره فالثقافة هي الجوهر الحقيقي..
وهي ليست شعرا وأدبا فقط هي كل المعارف التي يحولها الإنسان إلى فكر وبالتالي تغدو هوية.
والهوية كما نسغها الثقافي ليست جامدة بل متطورة مع الحفاظ على الذات والجوهر .
والدراسات النقدية الحديثة تقف عند هذا المعنى والعلاقة الجدلية ومنها كتاب
الثقافة والواقع حول نظريَّة للنقد الثقافي
وهو من تأليف : كاثرين بيلسي
وقد ترجمه إلى العربية : دكتور باسل مسالمة
وصدر عن دارالتكوين2022
وفيه تتساءل:
(ما الذي يُشكِّل هويتنا كبشر؟ لا بُدَّ للثقافة أن تلعب دوراً في ذلك، ولكن ما حجم هذا الدور؟ هل تُشكِّل الثقافة وحدها المصدر الذي نستمدُّ منه هويتنا؟ يدَّعي بعض النقاد أنّ الطبيعة البشرية هي أساس الثقافة في حين يرى آخرون أنّ الثقافة هي الأساس الذي ترتكز عليه الهوية البشرية. تدَّعي كاثرين بيلسي أنَّ ثمة تفسيراً علائقياً دقيقاً لما يشكِّل هوية الإنسان، وبقيامها بذلك فإنها تضع نصب أعيننا نظرية جديدة ومهمة للثقافة. يشرح كتاب “الثقافة والواقع” بلغته الواضحة والصريحة آراء بعض المنظِّرين المُحدَثين مثل جان – فرانسوا ليوتار وجوديث بتلر وسلافوي جيجك، واهتمامهم بأعمال كانط وهيغل المبكرة، ليتم التوصل إلى فهم أفضل لما يشكِّل الطبيعة البشرية. ومن خلال طرحه لبعض الأمثلة من السينما والفن والنثر والشعر، يُعَدُّ كتاب “الثقافة والواقع” من الكتب الضرورية لأولئك الذين يعملون في مجال النقد الثقافي أو يدرسون اللغة الإنكليزية والدراسات الثقافية ودراسات السينما وتاريخ الفن.
كاثرين بيلسي كاتبة وناقدة أدبية بريطانية عملت رئيسة لمركز نظرية الثقافة والنقد في جامعة كارديف من عام 1988 إلى عام 2003. من أهم كتبها Critical Practice الذي صدر عام 1980، ويُعَدُّ من أهم النصوص ما بعد البنيوية لاقتراحه اتجاهات جديدة للدراسات الأدبية. ارتبط اسم بيلسي بالإبداعات التي ظهرت في نظرية النقد والأدب.)
ما أحوجنا اليوم في الدراسات العربية أن نعنى بدراسة هذه العلاقة الجدلية وسبر أغوارها من أجل المزيد من الجوهر الثقافي والقدرة على استشراف رؤى القادم من خلال العلوم الإنسانية.