تؤكد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب السوري، إصرار وسعي الكيان الصهيوني إلى دفع الدولة السورية عنوة إلى الرد، وأخذها إلى أماكن بعيدة وطرق وعرة ومظلمة، بغية تحقيق الهدف الإسرائيلي الأبرز من وراء ذلك وهو تفجير المشهد وخلط الأوراق ونسف القواعد الجديدة التي ارتسمت في الأفق نتيجة الصمود الأسطوري لدمشق، وما تبعه من تحولات كبرى في خارطة العلاقات الدولية، لاسيما بعد العملية الروسية لمحاربة النازية في أوكرانيا.
سورية أكدت مراراً وتكراراً أنها هي من تختار اللحظة المناسبة والتوقيت اللازم للرد، وهي من تقرر كيف ومتى تخوض معركتها، وأنه لا يمكن لأي من أعدائها إجبارها على اتخاذ قرارات تحاكي طموحاتهم ومصالحهم وأهدافهم الدنيئة والاستعمارية، خصوصاً العدو الإسرائيلي الذي كان لاعباً أساسياً في الحرب الإرهابية على السوريين، والذي لم تتوقف محاولاته منذ اللحظة الأولى للحرب لضرب مقومات ومؤسسات الدولة السورية التي لا تزال وستبقى سداً منيعاً في طريق طموحاته وأحلامه الاحتلالية، خاصة مؤسسة الجيش العربي السوري الذي يشكل مصدراً للرعب والهلع للكيان الغاصب، بل إن الأمر لا يتوقف عند حدود هذا الأمر، حيث يجهد الأخير لجر جميع دول المنطقة إلى أتون التبعية والفوضى والنزاعات الأهلية والطائفية من أجل طمس معالم الطريق، وإضاعة اتجاهات البوصلة، وتذويب كل حقوق وقضايا الأمة العربية.
كل ما تفعله إسرائيل من إرهاب وإجرام وقتل، يعكس حقيقة واحدة، وهي أنها تعيش في أسوأ لحظاتها منذ نحو سبعة عقود تاريخ اغتصابها للأرض العربية، ليس هذا فحسب، بل إنها برغم كل تلك الإنجازات والانتصارات الوهمية التي تدعي تحقيقها في صراعها مع أصحاب الحق والأرض والتاريخ والحاضر والمستقبل، لم تبرح يوماً تخوم القلق والذعر والهلع من القادم من الأيام.