الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
يتبنى برنامج التعليم الطبي المستمر خلق أنشطة تعليمية ذات كفاءة عالية ملبية للاحتياجات التعليمية للأطباء تمكنهم من التجديد المستمر للمعرفة وتطوير المهارات اللازمة لتقديم رعاية صحية متطورة للمرضى.
وفي إطار ذلك مدير الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” الدكتور أحمد عباس أكد لـ “الثورة” أن التعليم الطبي المستمر مدى الحياة مطلب أساسي لتطوير الحياة المهنية لأطباء الرعاية الصحية للمحافظة على الكفاءة اللازمة لممارسة المهنة والاستمرار في تطوير المعرفة العلمية والعملية ما يعزز قدراتهم، ويلبي احتياجات المرضى، ويستجيب للأولويات الصحية في الوطن.
وأوضح أهمية تطوير التعليم المهني المستمر مدى الحياة، والمحافظة على كفاءة الأطباء لتقديم خدمات ذات جودة عالية في المجتمع، مبيناً أن العيادة البيولوجية في المستشفى تقدم العلاج المجاني للأمراض المزمنة المرتبطة بالأمراض (الهضمية، مفاصل، جلدية)، وصرف جميع الأدوية المقدمة من وزارة الصحة وبالمجان.
ولفت الدكتور عباس المشرف على الدراسة والمشارك بالعلاج اختصاصي أمراض هضم إلى أنه في حالة نادرة تم علاجها في المستشفى وهي علاج توسع قصبات مرتبط بالتهاب القولون التقرحي، مظهر نادر خارج معوي للداء المعوي الالتهابي، منوهاً بأن المميز بهذه الحالة هو التشخيص الباكر للحالة الصدرية الذي أدى إلى الحفاظ على الوظيفة الرئوية للمريضة، وعدم ارتباط الفعالية المريضية لتوسع القصبات بالفعالية المريضية لالتهاب القولون التقرحي، موضحاً أنه تم نشر هذه الحالة في مجلة مُحكّمة عالمية.
وأوضح أنه في حالات التهاب القولون التقرحي تعد الأمراض الأكثر شيوعاً، والمرافقة لهذه الأمراض الالتهابية، والتي قد تحدث قبل أو بعد تشخيص المرض هي: التهاب المفاصل، تظاهرات في الجلد والعينين، تظاهرات كبدية إصابة رئتين، ومظاهر أخرى تتفاوت بين الأكثر والأقل شيوعاً.
وبيَّن أنه في الحالة السريرية التي تم عرضها من خلال شعبة أمراض الهضم- العيادة البيولوجية- وهي لمريضة عمر /24/ سنة راجعت المستشفى في سوابقها التهاب قولون تقرحي منذ العام 2012 وتتابع العلاج ضمن العيادة البيولوجية للمستشفى، حيث شكت المريضة من سعال مزمن منتج لقشع دون وزيز أو نفث دم أو فقدان وزن أو تعرق ليلي مرتبط بذلك، وتمت متابعتها من قبل الأطباء اختصاصيي أمراض هضم: الدكتور معروف الحلبي، الدكتورة فدوى علي، الدكتورة سوسن علي ديب.
وأشار الدكتور عباس إلى أنه في هذه الحالة قد راجعت المريضة عدة ممارسين عامين، وتم تدبير المرض على أنه التهاب قصبات ووضعت على علاج بالصادات لفترة حتى السنة بشكل متقطع، لكن من دون استجابة أو تحسن أو زوال الأعراض، علماً أن المريضة لم يكن لديها تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وغير مدخنة، ولم يكن لديها تعرض للتدخين السلبي، أو الحيوانات الأليفة ، أو العوامل المهنية المحتملة.
وأضاف مدير عام الهيئة أنه أثناء مراجعتها العيادة البيولوجية للمتابعة الدورية وأثناء الاستجواب، تم استقصاء السعال المزمن من خلال تحويلها للعيادة الصدرية في قسم العيادات الخارجية للمستشفى، وتم تشخيص الحالة بعد إجراء الاستقصاءات المناسبة (الطبقي محوري ووظائف رئة) وجميع الإجراءات التي قدمت للمريضة هي داخل المستشفى وبالمجان.
وقد وضعت المريضة على العلاج بالستيروئيدات الاستنشاقية وبعد ثلاثة أشهر من التشخيص الأولي، كانت الاستجابة للعلاج جيدة مع زوال السعال، تمت متابعة العلاج بالكورتيكوستيرويد لمدة 6 أشهر أخرى، ثم تم البدء بسحب الستيورئيدات دون نكس، حيث تشير التقديرات إلى أن 40٪ إلى 60٪ من مرضى داء الأمعاء الالتهابي لديهم اختبارات وظائف رئوية غير طبيعية، ولكن غالبية هؤلاء المرضى لايعانون من أعراض.
ونوَّه الدكتور عباس بأن قسم العيادات الخارجية يضم خيرة الكوادر الطبية المتخصصة، والمدربة وعلى درجة عالية من التنسيق والتعاون وسرعة الاستجابة فيما بينها من اختصاصات مختلفة وتجلى ذلك في الحالة التي نعرضها أعلاه كون حالتها تطلبت تداخل اختصاص الصدرية لتشخيص الحالة الناتجة عن المرض الأساسي المتعلق باختصاص الهضمية وهو التهاب القولون التقرحي.
