سورية حريصة على وحدة الصف العربي حتى وهي في حالة تعليق عضويتها في الجامعة العربية، التي سبق وأصدرت العديد من القرارات التي أضرت بأكثر من دولة عربية، وساهمت في الفوضى التي عصفت بها.
فبعض أنظمة البترو دولار والنظام التركي أنفقت آلاف مليارات الدولارات لصالح النظام الأمريكي والصهيوني لتدمير سورية واستبعادها من محور المقاومة بضغط من قوى الشر العالمي التي أنشأت غرفاً سوداء على الحدود السورية في الجنوب والشمال، بمباركة وشراكة هذه الأنظمة خدمة للأهداف الأمريكية الخبيثة في المنطقة والعالم.
سورية كانت على مدى عقود الحامل الأساسي للعمل العربي المشترك، ورافعته، وواسطته، وهي اليوم حريصة أكثر على أن تخرج تلك القمة المزمع عقدها في الجزائر بمخرجات تلبي الحد الأدنى من الطموح العربي، مع أن القمم التي لم تحضر فيها سورية عجزت عن إنجاز أي شيء لصالح وحدة العرب ومصالحهم، لا بل كانت الجامعة شاهدة وفاعلة سلباً أثناء الحرب على ليبيا واليمن وسورية.
سورية العضو المؤسس لجامعة الدول العربية لن تترك فرصة للبعض أن يستمر بشق الصف العربي حتى وإن لم تعد إلى الجامعة، فهي رغم الغدر التي تعرضت له من قبل بعض الأنظمة، التي ماتزال تحاول إسقاط دورها المحوري في المنطقة والعالم، أكثر حرصاً على مصلحة الشعوب العربية.
وقد جاء تأكيد سورية الثابت على ضرورة إنجاح القمة القادمة المقرر عقدها في الجزائر – سواء حضرت القمة أم لم تحضر – ليغلق الباب أمام من يريد أن يشق الصف العربي أكثر مما هو عليه اليوم، وتمنعه من إفشال مساعي الشقيقة الجزائر التي حاولت لم الصف العربي من البوابة السورية.
سورية وهي تعمل على تقديم مصلحة العرب من ناحية، تستمر من ناحية أخرى في تحرير أراضيها واستعادة أمنها وثرواتها المسلوبة من أنظمة الإرهاب العالمي، وتستمر في إعادة الإعمار والبناء، وتعزيز حضورها في محور المقاومة وتحالفها مع قوى دولية صاعدة “روسيا و الصين” التي تسعى إلى إقامة نظام دولي متعدد الأقطاب، وبالتالي إنهاء عهد النظام الأمريكي الذي جلب للعالم ويلات الحروب ودعم الإرهاب العالمي، وستبقى سورية الحاضنة للقضية الفلسطينية والعامل الأساسي في إعادة الثقة إلى وحدة الصف العربي والدور المأمول منه انطلاقاً من القاعدة الشعبية العربية التي تؤيد سياساتها ومقاومتها للمشروع الصهيو أميركي.

السابق