يعتبر التكريم حالة حضارية وثقافية واجتماعية وهي تمثل تحريضاً صريحاً على التميز والتفوق، وتحفيزاً إيجابياً على البذل والإصرار والإخلاص.
سورية أرض المبدعين والمتميزين وقد قدم هؤلاء جل معارفهم في سبيل الارتقاء بالإبداع والثقافة والفنون ولديهم الحماسة للبذل والعطاء بلا حساب وبلا تفكير في أي مكافأة، لكن القليل من هؤلاء يجد التكريم الذي يستحقه، فخلال فترة عطائه يبقى مجهولاً وربما لا أحد يذكره وهذا ما حصل في الأمس مع الشاعر العربي الكبير محمد علي شمس الدين وغيره الكثير .. وحين يرحل يتدافع الصحفيون للكتابة عن مناقبه وتتسارع المؤسسات الثقافية إلى تكريمه والإشادة بهذا الإبداع بشكل لم يسمعوا به في حياتهم، والسؤال هنا: لماذا يأتي التكريم غالباً متأخراً بعد فوات الأوان؟؟..
نعم .. التكريم يمثل لمسة لأولئك المبدعين عنوانها التقدير والاحترام والفخر وإنجازاتهم الرائعة، لكن هو بحاجة أيضاً لكي يتجذر في فكرنا وقناعاتنا، وأن يصبح هدفاً أساسياً في مؤسساتنا الثقافية لأن هؤلاء هم نسغ هذه الحياة وأفكارهم وإبداعاتهم نورها وبالتالي الاهتمام بهم وتكريمهم وهم أحياء واجب علينا جميعاً، فأعمال هؤلاء لها طابع البناء وإمكانية الاستمرارية من بعدنا فهل نفعل؟؟.